Slider

صور المظاهر بواسطة kelvinjay. يتم التشغيل بواسطة Blogger.

ifnitanz

افني بوليميك

فيديو

ifnitwitt

جديد الأعمدة

منوعات

كلام الصورة

» » » العصا و الجزرة !



مخترع تلك الثنائية الجدلية عبقري..قد يكون من بلاد العم سام التي تتقنها مع البلاد المغلوبة على نفسها و الغالبة بعضها ! أو قد يكون فيلسوفا في بلاط قيصر روماني أحرق روما دون أن يرف له جفن ،وقال إما أنا و روما أو لا روما بعدي !!
كائنا من كان فهو قديس الديكتاتورية الذي يجب أن تجعل قبره المجهول مزارا لتضع عليه ورودها الذابلة الباكية ،وسط موسيقى عسكرية كاذبة يعزفها جنود لم يتناولوا وجبة إفطارهم ذاك الصباح !
تتلخص الفكرة الجهنمية تلك على شيئين يحملهما صاحب القرار ،لذلك لا بد أن يكون أولا متوفرا على يدين قويتين و رشيقتين ! الأولى تقدم الجزرة للمغلوب على أمره ،مع ترغيب كبير و قدرة هائلة على إقناعه بأن الجزر يقوي النظر ! غرضه في ذلك أن يرى المحكوم جيدا بنسبة عشرة على عشرة ما لا يراه إلا في الأحلام و كأنه حقيقة ! و الأهم من ذلك أن يرى العصا الموجودة في اليد الأخرى !
عليه أن يراها جيدا ،فهي البديل المنتظر بعد الجزر ! و العصا هي أتفه اختراع للإنسان في تاريخ انسانيته المشكوك فيها ! ورغم أننا نحتفظ للإنسان القديم ببراءة اختراعه البريء الذي لم يرد منه إلا الدفاع عن نفسه من وحوش قد تتخذه سحورا لجوع طويل ،فإن العصا مع ذلك تبقى أتفه و أغرب اختراع ! قد يكون اخترعها حتى قبل اكتشاف النار و الكتابة !
على المحكوم في زمانه أن يمعن جيدا النظر في تلك المخلوقة التي لم تتحول في تاريخها إلا مرة واحدة ،وحتى في تلك المرة أصبحت حية ألقيت في سحر السحرة !
تقول الأسطورة القديمة الحديثة أن لا خيار لك إلا أن تأخذ الجزرة أو تأكل العصا ! لكن زمننا العربي المقيت و الخبيث هذا ، و بدرجة إنكاره الكبيرة الذي تميز أنظمته الديمقراطية على طريقتها ، قولب ثنائية العصا و الجزرة مع خصوصياته الثقافية العبقرية ذات الجذور الضاربة في العسف ! وجعلها وسط الكم الهائل من الفردانية و النرجسية تضبط عقارب ساعتها مع القرار الواحد و العقل الواحد و الأمر الواحد ،فأصبحت ثنائية من أحادية ! العصا أو العصا !
و كأن حكوماتنا لا تتوفر على جزر في بلادنا الشاسعة الواسعة ،و كأنها لا تريد لنا أن ننظر حتى و لو حلما ما نريد ! بل حتى ما تريده هي ! من سوريا إلى العراق إلى ليبيا إلى اليمن إلى المغرب عبر البحرين ولا جزر !
غير معقول كل هذا البخل من حكوماتنا ، من محيط الفقر إلى خليج القهر،يبيعون كل شيء و لا يقدمون ولو حلما واحدا يزفه الشباب إلى أنفسهم و بلادهم !!
ولا جزر ! ألا نستحق- على الأقل - القدرة على تمتيع النظر !

«
التالي
رسالة أحدث
»
السابق
رسالة أقدم

الجمعة، نوفمبر 29، 2013

العصا و الجزرة !



مخترع تلك الثنائية الجدلية عبقري..قد يكون من بلاد العم سام التي تتقنها مع البلاد المغلوبة على نفسها و الغالبة بعضها ! أو قد يكون فيلسوفا في بلاط قيصر روماني أحرق روما دون أن يرف له جفن ،وقال إما أنا و روما أو لا روما بعدي !!
كائنا من كان فهو قديس الديكتاتورية الذي يجب أن تجعل قبره المجهول مزارا لتضع عليه ورودها الذابلة الباكية ،وسط موسيقى عسكرية كاذبة يعزفها جنود لم يتناولوا وجبة إفطارهم ذاك الصباح !
تتلخص الفكرة الجهنمية تلك على شيئين يحملهما صاحب القرار ،لذلك لا بد أن يكون أولا متوفرا على يدين قويتين و رشيقتين ! الأولى تقدم الجزرة للمغلوب على أمره ،مع ترغيب كبير و قدرة هائلة على إقناعه بأن الجزر يقوي النظر ! غرضه في ذلك أن يرى المحكوم جيدا بنسبة عشرة على عشرة ما لا يراه إلا في الأحلام و كأنه حقيقة ! و الأهم من ذلك أن يرى العصا الموجودة في اليد الأخرى !
عليه أن يراها جيدا ،فهي البديل المنتظر بعد الجزر ! و العصا هي أتفه اختراع للإنسان في تاريخ انسانيته المشكوك فيها ! ورغم أننا نحتفظ للإنسان القديم ببراءة اختراعه البريء الذي لم يرد منه إلا الدفاع عن نفسه من وحوش قد تتخذه سحورا لجوع طويل ،فإن العصا مع ذلك تبقى أتفه و أغرب اختراع ! قد يكون اخترعها حتى قبل اكتشاف النار و الكتابة !
على المحكوم في زمانه أن يمعن جيدا النظر في تلك المخلوقة التي لم تتحول في تاريخها إلا مرة واحدة ،وحتى في تلك المرة أصبحت حية ألقيت في سحر السحرة !
تقول الأسطورة القديمة الحديثة أن لا خيار لك إلا أن تأخذ الجزرة أو تأكل العصا ! لكن زمننا العربي المقيت و الخبيث هذا ، و بدرجة إنكاره الكبيرة الذي تميز أنظمته الديمقراطية على طريقتها ، قولب ثنائية العصا و الجزرة مع خصوصياته الثقافية العبقرية ذات الجذور الضاربة في العسف ! وجعلها وسط الكم الهائل من الفردانية و النرجسية تضبط عقارب ساعتها مع القرار الواحد و العقل الواحد و الأمر الواحد ،فأصبحت ثنائية من أحادية ! العصا أو العصا !
و كأن حكوماتنا لا تتوفر على جزر في بلادنا الشاسعة الواسعة ،و كأنها لا تريد لنا أن ننظر حتى و لو حلما ما نريد ! بل حتى ما تريده هي ! من سوريا إلى العراق إلى ليبيا إلى اليمن إلى المغرب عبر البحرين ولا جزر !
غير معقول كل هذا البخل من حكوماتنا ، من محيط الفقر إلى خليج القهر،يبيعون كل شيء و لا يقدمون ولو حلما واحدا يزفه الشباب إلى أنفسهم و بلادهم !!
ولا جزر ! ألا نستحق- على الأقل - القدرة على تمتيع النظر !

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق