Slider

صور المظاهر بواسطة kelvinjay. يتم التشغيل بواسطة Blogger.

ifnitanz

افني بوليميك

فيديو

ifnitwitt

جديد الأعمدة

منوعات

كلام الصورة

» » » في المغرب، لن تكون أحسن حالا من والدك!


أطلت علينا  مندوبية التخطيط مرة أخرى لتزرع الرعب من جديد فينا و نحن نقرأ أرقامها عن ما سمته "الحركية الاجماعية بين الاجيال".. فالدراسة التي استنفرت لها المندوبية ما مكنها من استطلاع حالة و راي 60 ألف اسرة مغربية ، تقدم أرقاما أقل ما يستفاد منها أن أحوالنا بعد كل هذه السنوات من الاستقلال ، و بعد كل هذه الهزات الاجتماعية و الاصلاحات الاقتصادية و المخططات و المعجزات التدبيرية التي "فرعوا" بها رؤوسنا ، لم تتغير.. و انه حتى و إن بدا لك أنك أصبحت في حال أحسن من "التريكة" التي انتجتك فإنك لم تتجاوز حال والدك إلا بقليل!!
طبعا فإن أرقام المندوبية ليست سوى مؤشرات قد تدل على ما دلت عليه بوضوح حين تشير إلى أن 70% من المغاربة تغيرت أحوالهم الاجتماعية الى الاحسن ، و حين تشير كذلك الى أن 68% من المغاربة ما فوق 35 سنة هم في حال أحسن حيث صاروا ينتمون إلى فئة اجتماعية و مهنية غير فئة آبائهم..
لكن الأرقام ذاتها تشير بما لا يمكن إنكاره أن الآباء بذلوا جهدا خرافيا حتى لا يعيش أبناؤهم نفس المأساة على طريق تحول في التفكير المغربي الذي كان يرى أن "حرفة بوك لايغلبوك" فصار الى العكس ليصبح ابن الفلاح مثلا معلما أو طبيبا بيطريا أو عون خدمة..
هذا التحول العميق في العقلية ،على ما يبدو، لم يفد المغاربة الذين تحولوا في أرقام المندوبية السامية من فئة الى أخرى ، إذ تشير الارقام الصغيرة التي لا يريد أن ينتبه لها أحد أن هذا التحول من حال الوالد الى حال الولد لا يتجاوز في أقصاه مرتبة أو مرتبتين..
فطبقا للدراسة نفسها ، بقدرما يصعد 83% من المغاربة بمرتبة أو اثنتين عن وضعية آبائهم ، بقدرما ينزل 82,5% من المغاربة هم في حركية تنازلية عن وضعية آبائهم!!!
لا تحسن إذن طرأ على أحوال الغالبية التي و إن تغيرت فئاتها الاجتماعية فإنها تعيش نفس وضعيات آبائها الاجتماعية إن لم تكن اسوء!!
لذلك ، لا تعتقد أنك ستنفك بسهولة من جلباب والدك ، فهو الدائم لك و هو حالك التي لن تفلت منها و إن تغير مظهرك الحالم بألبسة "لامود"!!
لازلت شخصيا أرى أن أرقام المندوبية هي أرقام ، رغم ما يبدل لاستخراجها، مغربية بامتياز! إنها مثل ذلك الذي "يكوي الجرح و يبخ عليه" في نفس الوقت! فأنت تحس في بداية الاطلاع عليها او في التقديم الرسمي لها أنها تؤسس للتفاؤل في قراء حركية البلاد و الناس ، لكن ما أن تتعمق و تنصت للقراءات المتخصصة و العميقة لأرقامها حتى تحس بأنه تم التلاعب باحساسك و بآلتك الحاسبة البيولوجية!

«
التالي
رسالة أحدث
»
السابق
رسالة أقدم

الأحد، ديسمبر 01، 2013

في المغرب، لن تكون أحسن حالا من والدك!


أطلت علينا  مندوبية التخطيط مرة أخرى لتزرع الرعب من جديد فينا و نحن نقرأ أرقامها عن ما سمته "الحركية الاجماعية بين الاجيال".. فالدراسة التي استنفرت لها المندوبية ما مكنها من استطلاع حالة و راي 60 ألف اسرة مغربية ، تقدم أرقاما أقل ما يستفاد منها أن أحوالنا بعد كل هذه السنوات من الاستقلال ، و بعد كل هذه الهزات الاجتماعية و الاصلاحات الاقتصادية و المخططات و المعجزات التدبيرية التي "فرعوا" بها رؤوسنا ، لم تتغير.. و انه حتى و إن بدا لك أنك أصبحت في حال أحسن من "التريكة" التي انتجتك فإنك لم تتجاوز حال والدك إلا بقليل!!
طبعا فإن أرقام المندوبية ليست سوى مؤشرات قد تدل على ما دلت عليه بوضوح حين تشير إلى أن 70% من المغاربة تغيرت أحوالهم الاجتماعية الى الاحسن ، و حين تشير كذلك الى أن 68% من المغاربة ما فوق 35 سنة هم في حال أحسن حيث صاروا ينتمون إلى فئة اجتماعية و مهنية غير فئة آبائهم..
لكن الأرقام ذاتها تشير بما لا يمكن إنكاره أن الآباء بذلوا جهدا خرافيا حتى لا يعيش أبناؤهم نفس المأساة على طريق تحول في التفكير المغربي الذي كان يرى أن "حرفة بوك لايغلبوك" فصار الى العكس ليصبح ابن الفلاح مثلا معلما أو طبيبا بيطريا أو عون خدمة..
هذا التحول العميق في العقلية ،على ما يبدو، لم يفد المغاربة الذين تحولوا في أرقام المندوبية السامية من فئة الى أخرى ، إذ تشير الارقام الصغيرة التي لا يريد أن ينتبه لها أحد أن هذا التحول من حال الوالد الى حال الولد لا يتجاوز في أقصاه مرتبة أو مرتبتين..
فطبقا للدراسة نفسها ، بقدرما يصعد 83% من المغاربة بمرتبة أو اثنتين عن وضعية آبائهم ، بقدرما ينزل 82,5% من المغاربة هم في حركية تنازلية عن وضعية آبائهم!!!
لا تحسن إذن طرأ على أحوال الغالبية التي و إن تغيرت فئاتها الاجتماعية فإنها تعيش نفس وضعيات آبائها الاجتماعية إن لم تكن اسوء!!
لذلك ، لا تعتقد أنك ستنفك بسهولة من جلباب والدك ، فهو الدائم لك و هو حالك التي لن تفلت منها و إن تغير مظهرك الحالم بألبسة "لامود"!!
لازلت شخصيا أرى أن أرقام المندوبية هي أرقام ، رغم ما يبدل لاستخراجها، مغربية بامتياز! إنها مثل ذلك الذي "يكوي الجرح و يبخ عليه" في نفس الوقت! فأنت تحس في بداية الاطلاع عليها او في التقديم الرسمي لها أنها تؤسس للتفاؤل في قراء حركية البلاد و الناس ، لكن ما أن تتعمق و تنصت للقراءات المتخصصة و العميقة لأرقامها حتى تحس بأنه تم التلاعب باحساسك و بآلتك الحاسبة البيولوجية!

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق