Slider

صور المظاهر بواسطة kelvinjay. يتم التشغيل بواسطة Blogger.

ifnitanz

افني بوليميك

فيديو

ifnitwitt

جديد الأعمدة

منوعات

كلام الصورة

» »Unlabelled » المهــــدي فاريا الذي لا يزول من الذاكرة..


لا أظن أن مدينة سيدي افني كانت استثناء سنة 1986 حين اختار صاحب مقهى آنذاك ان يسميه مقهى ميكسيكو86..ففي اغلب القرى و المدن قرر فجأة الجميع ان يحتفل بطريقته بـ"انجاز" منتخب كرة القدم آنذاك في كأس العالم!
لم يقتصر الأمر على اصحاب المقاهي و إنما تجاوزهم إلى محلبات ميكسيكو و اسكافي ميكسيكو و حلويات ميكسيكو و "ديطاي" ميكسيكو ! الكل يريد ان يحتفل و الكل يريد أن يثير الانتباه اليه من خلال انجاز فريق كرة القدم الاشهر في تاريخ المنتخبات الوطنية!
وراء الانجاز شباب يجمع الكل أنهم كانوا يلعبون من أجل المتعة و الامتاع ، و يغلبون ما يسميه المغاربة بــ"النفس" على أي شيء آخر ، و على كل أوساخ الدنيا التي لا مجال لها أمام هدف الفرحة المرسومة على وجوه المغاربة المغلوبين بالوقت و الزمان الغدار و سياسات التقويم الهيكلي القاتلة! كما لا يمكن اغفال اهمية الكرة عند الدولة المغربية التي اهتمت بهذا المنتخب بالذات من أجل نسيان كوارث انتفاضة 84 ، و مصائب سياسات التقشف التي كانت تهوي بالبلاد إلى الهاوية!
لكن الصانع ، الذي جعل للكرة المغربية آنذاك مكانا بين الامم "الكروية" رجل زاوج بين تدريب المنتخب و فريق في البطولة..انسان بسيط أعجبته البلاد فسكنها كما سكنته و أبدل اسم تعميده البرازيلي "خوسي" باسم له الف دلالة في هذه البلاد إن دينا أو سياسة:المهدي..
لم يكن المهدي فاريا ذاك الرجل الذي صنع الحدث فقط ، الرجل الذي احتفى به الحسن الثاني في حفل استقبال بهيج و كأنه و لاعبيه انتصروا في معركة وادي المخازن ،و لم يكن ذاك الذي جعل المغرب "اول فريق عربي افريقي يتأهل للدور الثاني" كما كان يحفظنا إياها مذيعو التلفزة سنوات قبل انجاز الكاميرون سنة 1990،و إنما كان كذلك الرجل الذي لم يتربح كثيرا من عمله مدربا مثل كثيرين من جيل ميكسيكو مما جعله لا يظهر كثيرا على الساحة الرياضية بعد المرض و الشيخوخة و قلة ذات اليد! الرجل الذي مات بالمرض و نقلت الاخبار مروره في أرذل العمر بـ"ضائقة مالية" في كناية عن الاملاق!
لم يظهر إلا مؤخرا حين كرم في لقاء بطنجة بين قدماء ريال مدريد و قدماء المنتخب ،في التفاتة متأخرة بـ27 سنة! ولعلي لا أذكر سوى تجربته في بداية التسعينات مع الرجاء و عودة سريعة الى الجيش المغرم بتدريبه، كما أذكر أحمد الزيدي و هو يقرأ خبر اقالة الرجل من تدريب المنتخب الذي أخفق في كاس افريقيا بالمغرب  بعد سنتين من الانجاز التاريخي ! خبر سريع ، ومؤلم ،لا راد له و لا مناقش!
وكأن التاريخ يعيد نفسه ،حيث خبر وفاة الرجل بنفس القساوة التي اخبرنا بها بخبر اقالته :مقتضب ،ومؤلم ، و لاراد فيه لقضاء الله!
رحم الله المهدي فاريا الذي لا يمكن أن يزول من الذاكرة ،فقد افرح شعبا في عز سنوات القحط و الشحط!!!

«
التالي
رسالة أحدث
»
السابق
رسالة أقدم

الثلاثاء، أكتوبر 08، 2013

المهــــدي فاريا الذي لا يزول من الذاكرة..


لا أظن أن مدينة سيدي افني كانت استثناء سنة 1986 حين اختار صاحب مقهى آنذاك ان يسميه مقهى ميكسيكو86..ففي اغلب القرى و المدن قرر فجأة الجميع ان يحتفل بطريقته بـ"انجاز" منتخب كرة القدم آنذاك في كأس العالم!
لم يقتصر الأمر على اصحاب المقاهي و إنما تجاوزهم إلى محلبات ميكسيكو و اسكافي ميكسيكو و حلويات ميكسيكو و "ديطاي" ميكسيكو ! الكل يريد ان يحتفل و الكل يريد أن يثير الانتباه اليه من خلال انجاز فريق كرة القدم الاشهر في تاريخ المنتخبات الوطنية!
وراء الانجاز شباب يجمع الكل أنهم كانوا يلعبون من أجل المتعة و الامتاع ، و يغلبون ما يسميه المغاربة بــ"النفس" على أي شيء آخر ، و على كل أوساخ الدنيا التي لا مجال لها أمام هدف الفرحة المرسومة على وجوه المغاربة المغلوبين بالوقت و الزمان الغدار و سياسات التقويم الهيكلي القاتلة! كما لا يمكن اغفال اهمية الكرة عند الدولة المغربية التي اهتمت بهذا المنتخب بالذات من أجل نسيان كوارث انتفاضة 84 ، و مصائب سياسات التقشف التي كانت تهوي بالبلاد إلى الهاوية!
لكن الصانع ، الذي جعل للكرة المغربية آنذاك مكانا بين الامم "الكروية" رجل زاوج بين تدريب المنتخب و فريق في البطولة..انسان بسيط أعجبته البلاد فسكنها كما سكنته و أبدل اسم تعميده البرازيلي "خوسي" باسم له الف دلالة في هذه البلاد إن دينا أو سياسة:المهدي..
لم يكن المهدي فاريا ذاك الرجل الذي صنع الحدث فقط ، الرجل الذي احتفى به الحسن الثاني في حفل استقبال بهيج و كأنه و لاعبيه انتصروا في معركة وادي المخازن ،و لم يكن ذاك الذي جعل المغرب "اول فريق عربي افريقي يتأهل للدور الثاني" كما كان يحفظنا إياها مذيعو التلفزة سنوات قبل انجاز الكاميرون سنة 1990،و إنما كان كذلك الرجل الذي لم يتربح كثيرا من عمله مدربا مثل كثيرين من جيل ميكسيكو مما جعله لا يظهر كثيرا على الساحة الرياضية بعد المرض و الشيخوخة و قلة ذات اليد! الرجل الذي مات بالمرض و نقلت الاخبار مروره في أرذل العمر بـ"ضائقة مالية" في كناية عن الاملاق!
لم يظهر إلا مؤخرا حين كرم في لقاء بطنجة بين قدماء ريال مدريد و قدماء المنتخب ،في التفاتة متأخرة بـ27 سنة! ولعلي لا أذكر سوى تجربته في بداية التسعينات مع الرجاء و عودة سريعة الى الجيش المغرم بتدريبه، كما أذكر أحمد الزيدي و هو يقرأ خبر اقالة الرجل من تدريب المنتخب الذي أخفق في كاس افريقيا بالمغرب  بعد سنتين من الانجاز التاريخي ! خبر سريع ، ومؤلم ،لا راد له و لا مناقش!
وكأن التاريخ يعيد نفسه ،حيث خبر وفاة الرجل بنفس القساوة التي اخبرنا بها بخبر اقالته :مقتضب ،ومؤلم ، و لاراد فيه لقضاء الله!
رحم الله المهدي فاريا الذي لا يمكن أن يزول من الذاكرة ،فقد افرح شعبا في عز سنوات القحط و الشحط!!!

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق