Slider

صور المظاهر بواسطة kelvinjay. يتم التشغيل بواسطة Blogger.

ifnitanz

افني بوليميك

فيديو

ifnitwitt

جديد الأعمدة

منوعات

كلام الصورة

» » عريس الشهداء..


قرابة الخمسين عاما مرت على حادثة اختطاف و اختفاء المهدي بنبركة في 29اكتوبر1965 . خمسون عاما تقريبا من معاناة أسرة في البحث عن الحقيقة ، ومعاناة مناضلين أوفياء للعهد كل على طريقته و على قدر نفَسِه في تتبع الطريق الذي بدأه المهدي.
أظن أن شخصية المهدي بنبركة ، إشكالية بطبعها ، لما تميز به الشهيد من قدرات خارقة على مستوى التنظير لاختار ثوري في بلد يعيش على وقع أقدام قمع شرس بعد استعمار طويل.. شخصية إشكالية لتملكه ناصية التنظيم المحكم الذي يزعج المتسلطين الذين لا يتخيلون أن يكون هناك من تنظيم آخر غير ذاك الذي يحكم! ثم إنه شخصية إشكالية لأنه بقدرما حاز على قلوب الملايين من الفقراء و المقموعين في بلده و القارات الثلاث المنكوبة آنذاك بالقمع الأسود ،بقدرما استجمع قوى شر كثيرة ضده بلغ بها الغضب و التسلط ما بلغ إلى درجة اختطافه و هو يحتسي قهوته في مقهى ليب بالحي اللاتيني بباريس!
قضية عريس الشهداء المهدي بنبركة من اغرب القضايا التي توضح أن أعتى الديمقراطيات مثل فرنسا لازالت محكومة بعقلية تسلطية ، ولازال بينها و بين ماضي القهر و اخفاء الحقائق -الذي كنا نظن أنه انتهى بالثورة الفرنسية و مبادئها الراسخة- مكان للاستئناس بغموضه و جبروته و اقصائيته!
يمكن أن نعتبر أن قضية المهدي قضية مخضرمة ، حيث عاشت لحد الآن بين قرنين ، و لا أعتقد ان هناك سرا دفاعيا -مثلما اعتبرت وثائقها الدولة الفرنسية- يمكن أن يستمر أو يبقى سرا عابرا للقرون ،و تبقى قضية اختطاف المهدي و اختفائه تبعا لذلك قضية عابرة للزمن كما كان صاحبها عابرا للقارات المقموعة في زمن جميل من نضالات التعساء..
وكما أن فرنسا تعيش على وقع الأسئلة الحارقة التي لا إجابة لها عن اسباب الاختفاء على الأراضي الفرنسية ، فإنه في المغرب لازالت اسئلة كبيرة بدون إجابة مثل اخفاق القوى الحية في البلاد في الحصول على الحقيقة سواء حين اللحظة التي أسميت إنصافا و مصالحة ،أو اللحظة التي سميت تناوبا ديمقراطيا!!
ورغم كل ذاك و هذا ، تبقى شخصية المهدي أيقونة شعرية رومنسية عن النضال السياسي الديمقراطي الذي يبدو انه ما عاد يغري احدا من محترفي السياسة في هذا الزمن! أيقونة شهيد نؤثت بصورته جدران مكاتبنا و خزاناتنا و غرفنا الشخصية ، و نترك له مكانا مخصصا في القلب لا تنزعه صور مقربينا أو صور أعراسنا ،فهو العريس الذي لا عريس في المغرب مثله : عريس الشهداء...
medmarakchi@yahoo.fr

«
التالي
رسالة أحدث
»
السابق
رسالة أقدم

الثلاثاء، أكتوبر 29، 2013

عريس الشهداء..


قرابة الخمسين عاما مرت على حادثة اختطاف و اختفاء المهدي بنبركة في 29اكتوبر1965 . خمسون عاما تقريبا من معاناة أسرة في البحث عن الحقيقة ، ومعاناة مناضلين أوفياء للعهد كل على طريقته و على قدر نفَسِه في تتبع الطريق الذي بدأه المهدي.
أظن أن شخصية المهدي بنبركة ، إشكالية بطبعها ، لما تميز به الشهيد من قدرات خارقة على مستوى التنظير لاختار ثوري في بلد يعيش على وقع أقدام قمع شرس بعد استعمار طويل.. شخصية إشكالية لتملكه ناصية التنظيم المحكم الذي يزعج المتسلطين الذين لا يتخيلون أن يكون هناك من تنظيم آخر غير ذاك الذي يحكم! ثم إنه شخصية إشكالية لأنه بقدرما حاز على قلوب الملايين من الفقراء و المقموعين في بلده و القارات الثلاث المنكوبة آنذاك بالقمع الأسود ،بقدرما استجمع قوى شر كثيرة ضده بلغ بها الغضب و التسلط ما بلغ إلى درجة اختطافه و هو يحتسي قهوته في مقهى ليب بالحي اللاتيني بباريس!
قضية عريس الشهداء المهدي بنبركة من اغرب القضايا التي توضح أن أعتى الديمقراطيات مثل فرنسا لازالت محكومة بعقلية تسلطية ، ولازال بينها و بين ماضي القهر و اخفاء الحقائق -الذي كنا نظن أنه انتهى بالثورة الفرنسية و مبادئها الراسخة- مكان للاستئناس بغموضه و جبروته و اقصائيته!
يمكن أن نعتبر أن قضية المهدي قضية مخضرمة ، حيث عاشت لحد الآن بين قرنين ، و لا أعتقد ان هناك سرا دفاعيا -مثلما اعتبرت وثائقها الدولة الفرنسية- يمكن أن يستمر أو يبقى سرا عابرا للقرون ،و تبقى قضية اختطاف المهدي و اختفائه تبعا لذلك قضية عابرة للزمن كما كان صاحبها عابرا للقارات المقموعة في زمن جميل من نضالات التعساء..
وكما أن فرنسا تعيش على وقع الأسئلة الحارقة التي لا إجابة لها عن اسباب الاختفاء على الأراضي الفرنسية ، فإنه في المغرب لازالت اسئلة كبيرة بدون إجابة مثل اخفاق القوى الحية في البلاد في الحصول على الحقيقة سواء حين اللحظة التي أسميت إنصافا و مصالحة ،أو اللحظة التي سميت تناوبا ديمقراطيا!!
ورغم كل ذاك و هذا ، تبقى شخصية المهدي أيقونة شعرية رومنسية عن النضال السياسي الديمقراطي الذي يبدو انه ما عاد يغري احدا من محترفي السياسة في هذا الزمن! أيقونة شهيد نؤثت بصورته جدران مكاتبنا و خزاناتنا و غرفنا الشخصية ، و نترك له مكانا مخصصا في القلب لا تنزعه صور مقربينا أو صور أعراسنا ،فهو العريس الذي لا عريس في المغرب مثله : عريس الشهداء...
medmarakchi@yahoo.fr

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق