لا تظن أنني قلبت "الفيستة" بين البارح واليوم!!!
ماقلناه أمس عن مهرجان السينما النازل على سيدي افني و إن لم يرق لكثيرين إلا أنه في الوقت ذاته عبر عن كثيرين آخرين! وهذه هي الحياة..
ولكن العود الى ذات الحديث لن يكون هذه المرة عن مأساة النزول و أسبابه ، وإنما عن حسنات هذا المهرجان الذي يمكن اعتباره نسخة أصلية فريدة لن تتحقق على أية أرض ، لذلك اختاروا لها مكانا للإختباء فلم يجدوا غير اقليم سيدي افني المسكين !!
فمن حسنات هذا المهرجان أننا مثلا اكتشفنا لاول مرة أننا من الجنوب ، ونحن الذين كنا نعتقد أننا من سكان القطب الشمالي! ففي كل الجنوب الممتد من المتوسط الى صحراء مالي لم يجد هؤلاء الناس أي مكان لكي "يحكروا" عليه بهذه الطريقة المهينة إلا سيدي افني! لم لا وهي التي لا وجود فيها لسينما أو مهرجانات حسب ماقاله مدير المهرجان في فيديو فارغ من المعنى ، هو الذي يحمل "مشروعا"سينمائيا يريد أن يكرسه في لابياسون!
وانطلاقا من هذا المشروع عرفنا أن السينما فن الارتعاش أمام الشاشة المعلقة على جدار ملك شخصي، و أن السينما و البرد قد لا يلتقيان إلا في مدينة ساخنة مثل المدينة الصغيرة! و أن السينما هي فن خلق " الرعدة" في الجمهور كما في لجنة التحكيم!!
السينما خارج القاعة تعني أننا قوم "فابور" و أننا قوم يحتاج لمحو أميته السينمائية على الجدار الوحيد المستند الى المطار الذي لا تطير فيه الآن إلا المشاهد و اللقطات الشاردة المختلطة مع أي شيء تأتي به الريح!
ولعله من حسنات هذا المهرجان الحقيقية أنه ذكرنا بأننا في سيدي إفني نعيش بدون سينما منذ بداية التسعينات حيث أقفلت سينما افني بعد سنوات من اقفال الرائعة افيندا! فهو يجعلنا نفكر في كل التراجع الذي نعيشه إلى درجة الايمان بأن افني منذ نهاية عصر السوليمات فيه وهو اللور اللور!!
لابد من دفعة ما لمحو هذه الصورة ،إذ ان هؤلاء الذين أتوا بهذا المهرجان الذي لامثيل له على وجه الكرة الارضية و المجرة الشمسية عبروا بما لايدع مجالا للشك أنهم " حكرونا" ، ليكونوا بذلك قد أدخلوا بدهاء أو بغباء مصطلح الحكرة الى السينما!!
ثم ، أليس لامريكا سينما بْرَاد بِّيت بينما لنا مهرجان سينما شعار منصته برّاد أتاي منفوخ بدون بيت!!!؟؟؟
medmarakchi@yahoo.fr