وينتهي زمن الضحك،او بالاصح موسم الضحك الذي يراد له أن يكون كل عام في رمضان.. وبتدقيق أكثر في وقت الافطار و الحريرة!!
لا أعرف لماذا كل هذا الاصرار على أن يرتبط "الضحك" التلفزي في بلادنا برمضان ، لدرجة أن التبس الامر على أدمغتنا التي لم تعد تربط ساعة الافطار بأي شيء آخر غير الرغبة في القهقهة! لل ندري إن كان هذا الامر ذا علاقة بنظرية بافلوف التي أحسنت تطبيقها علينا قنواتنا، أم أنه الهم الصاغط على القلب و الذي لا يستفيق إلا مع زقزقة طيور المعدة أثناء الصيام،فينزل الكلام و الموقف المضحك منزل البلسم على الروح ليغذيها بموازاة غذاء الجسد حريرة وما جاورها!!
لكن، وبعيدا عن المراد النبيل في إزالة الهم عن القلب و الذي كان مبدأ الكوميديا في الاصل ومنذ القدم، تصر "الكوميديا" المغربية أن تكون كوميديا، ويصر فنانونا أن يكونوا كوميديين رغم أن البعض منهم لا يصلح لذلك! كما تصر قنواتنا على إضحاكنا بأي شيء ، فتسقط في العكس حين"تهجرو" لنا!!
هكذا، وبعد أن مر شهر كامل من عرض "المنتوج" المضحك فعلا(!) يترسخ لدينا ما نكرره كل عام في دواخلنا و جهرا. تترسخ أكثر فكرة أننا ورغم تهيئاتنا لا نملك كوميديا ، ولا نملك كوميديين حقيقيين ! ودليلنا أن لا قهقهة تسمعها مقابل أي مشهد أو موقف تخيل أصحابه أنه مضحك! ودليلنا أن ملايين المشاهدين للسلسلات والبرامج الكوميدية الرمضانية يحسون بغصة تحصر ضحكة طال انتظارها فلا يفكها سوى قدوم العيد!!
قد يعتقد دعاة الماركوتينغ الكوميدي أن نسب المشاهدة دليل على نجاح هذه البرامج، لكن وباستثناء "الكوبل" فإن هذه النسب يمكنها أن تدل على أن المغاربة يودون مرة أخرى أن يكونوا شهودا على مهزلة جديدة أضحكت منتجي الكوميديا والدراما في العالم العربي بكامله من خلال تقديمها لمفهوم آخر هو الاضحاك"بزز" ! أو ديكتاتورية الإضحاك!!
لقد سقطت هذه الديكتاتورية هذه السنة ، كما تعودت على السقوط كل سنة ، لكن المشكل أن فنانينا يصرون على أن يكونوا كوميديين ، مثلما تصر قنواتنا على ارغامنا على انتظار ضحكة محبوسة في الصدر منذ عصور.. وفي الوقت ذاته نصر على متابعة هذه الرداءة والبلادة لعل ضحكة صادقة ما تسقط سهوا من كل هؤلاء!!
لننتظر مرة أخرى إلى العام المقبل لعلهم يتغيرون ويتعلمون، فعام على ما نظن كاف للتعلم!!
عيدكم سعيد
لا أعرف لماذا كل هذا الاصرار على أن يرتبط "الضحك" التلفزي في بلادنا برمضان ، لدرجة أن التبس الامر على أدمغتنا التي لم تعد تربط ساعة الافطار بأي شيء آخر غير الرغبة في القهقهة! لل ندري إن كان هذا الامر ذا علاقة بنظرية بافلوف التي أحسنت تطبيقها علينا قنواتنا، أم أنه الهم الصاغط على القلب و الذي لا يستفيق إلا مع زقزقة طيور المعدة أثناء الصيام،فينزل الكلام و الموقف المضحك منزل البلسم على الروح ليغذيها بموازاة غذاء الجسد حريرة وما جاورها!!
لكن، وبعيدا عن المراد النبيل في إزالة الهم عن القلب و الذي كان مبدأ الكوميديا في الاصل ومنذ القدم، تصر "الكوميديا" المغربية أن تكون كوميديا، ويصر فنانونا أن يكونوا كوميديين رغم أن البعض منهم لا يصلح لذلك! كما تصر قنواتنا على إضحاكنا بأي شيء ، فتسقط في العكس حين"تهجرو" لنا!!
هكذا، وبعد أن مر شهر كامل من عرض "المنتوج" المضحك فعلا(!) يترسخ لدينا ما نكرره كل عام في دواخلنا و جهرا. تترسخ أكثر فكرة أننا ورغم تهيئاتنا لا نملك كوميديا ، ولا نملك كوميديين حقيقيين ! ودليلنا أن لا قهقهة تسمعها مقابل أي مشهد أو موقف تخيل أصحابه أنه مضحك! ودليلنا أن ملايين المشاهدين للسلسلات والبرامج الكوميدية الرمضانية يحسون بغصة تحصر ضحكة طال انتظارها فلا يفكها سوى قدوم العيد!!
قد يعتقد دعاة الماركوتينغ الكوميدي أن نسب المشاهدة دليل على نجاح هذه البرامج، لكن وباستثناء "الكوبل" فإن هذه النسب يمكنها أن تدل على أن المغاربة يودون مرة أخرى أن يكونوا شهودا على مهزلة جديدة أضحكت منتجي الكوميديا والدراما في العالم العربي بكامله من خلال تقديمها لمفهوم آخر هو الاضحاك"بزز" ! أو ديكتاتورية الإضحاك!!
لقد سقطت هذه الديكتاتورية هذه السنة ، كما تعودت على السقوط كل سنة ، لكن المشكل أن فنانينا يصرون على أن يكونوا كوميديين ، مثلما تصر قنواتنا على ارغامنا على انتظار ضحكة محبوسة في الصدر منذ عصور.. وفي الوقت ذاته نصر على متابعة هذه الرداءة والبلادة لعل ضحكة صادقة ما تسقط سهوا من كل هؤلاء!!
لننتظر مرة أخرى إلى العام المقبل لعلهم يتغيرون ويتعلمون، فعام على ما نظن كاف للتعلم!!
عيدكم سعيد