(تحذير : إن مللت من الخيبات و الهزائم ،لا تقرأ)
جامعاتنا مريضة على ما يبدو، وتحتاج إلى ضخ دماء التقنية فيها لكي تساير العصر ! إنها و رغم تظاهرها بالحداثة و مسايرة ركب التطور لازالت بعيدة عن ذلك بسنوات ضوئية مقارنة بجامعات الناس! فهي و إن كانت تحتضن بعضا من خيرة أطرنا و أساتذتنا الأجلاء ، إلا أنها غارقة في نوم الاغلبية التي لاتنتج و تستميت في هذا السبات الذي امتد إلى إطلالاتها على الويب!
جامعاتنا ، و التي يحلو لها أن تصف نفسها بالعريقة ، و المنفتحة على محيطها لم تستطع لحد الآن الانفتاح على الحواسيب التي تقبع في قاعاتها و خزاناتها و خزائنها! لم تفد بها ومنها أي باحث عن المعلومة الدقيقة أو الفكرة الجديدة.. ولم تستوعب لحد الآن اهمية الانترنيت في عالم الجامعات الحديث!
في تقرير شهر يوليوز2013 لــ"ويبوميتركس" ، وهو تصنيف اسباني للجامعات في العالم ، يعتمد على مدى حضورها في مواقع انترنيت خاصة بها ،ومدى توفير و تحيين المواد العلمية و الاكاديمية التي تنتجها على شبكة الانترنيت، فاجأتنا الجامعات الأمريكية كالعادة باستحواذها على الأغلبية الساحقة من ترتيب الجامعات المائة الأوائل من 12000 جامعة في العالم! حتى إنها لم تترك إلا بعض الأماكن الخجولة لجامعات دول متقدمة علميا و أكاديميا مثل كندا التي تبوأت فيها جامعة بريتيش كولومبيا وجامعة تورونتو على التوالي المرتبة 16 و 24،! لائحة المائة التي ضمت جامعة مدريد في الرتبة 91 خلت من أية جامعة فرنسية!!!
بطبيعة الحال جامعاتنا "العريقة" لم يظهر لها أثر على طول اللائحة العالمية إلا بعد أن اصاب الحول عيني و انا ابحث عن علم بلادي الذي لم يظهر إلا معانقا العدد 3439 عالميا وهو ترتيب المدرسة المحمدية للمهندسين!! واحتلت جامعة محمد الخامس المرتبة 3851 وجامعة عبد المالك السعدي الرتبة4341 و جامعة الحسن الاول الرتبة 4413 بينما لم تحصل "أيقونة" الجامعات المغربية النخبوية "الاخوين" إلا على المرتبة4480 عالميا!!! وطبعا لامكان لجامعة أكادير.!!
ونحن هنا لا نبخس من شأن جامعاتنا خصوصا ونحن نعلم انها لن تصل قمر المائة أو حتى الألف أو الألفين الأوائل إلا بعد قرون ضوئية ،و إنما ناسف إذا وجدنا أن أولى جامعاتنا تحتل المرتبة 53 في العالم العربي حيث سيطرت جامعات الاخوة في السعودية ومصر على العشر الأوائل مع جامعتي فلسطين المحتلة "النجاح" و "بيرزيت"(!) و الامارات.. تاركين الأواخر من المائة مناسبة لظهور بعض جامعاتنا!!
لا يبدو علينا أثر العصر ياسادتي إن كانت جامعاتنا بهذا الكسل الاكاديمي و المعلوماتي كله ، نحن الذين تسيطر على جامعاتنا نقاشات التحرش و البضاعة الكاسدة التي ترد إلى أصحابها كل عام أكثر من نقاشات العلم ومواكبة الناس!!
لنضفها لمسلسل الخيبات و الهزائم!!!
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
دانيال :كلشي يشترى بالفلوس في المغرب!
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
دانيال :كلشي يشترى بالفلوس في المغرب!
هكذا ، وبكل ما يمكن تصوره من الدناءة و السفالة و الاهانة أجاب المجرم دانيال كالفان للقاضي المغربي حين سأله عن سبب اختياره المغرب ! إنه اعتبر أن كل شيء في هذه البلاد لاقيمة له حتى و إن كانت أعراض الناس فيه ، و حتى لو كانوا قُصرا لا يعرفون معنى اللذة المريضة التي جعلته يختار بلاد “المورو”!!
إنه ، مثل أي ذئب ، ويمكن البحث في سلوكات الذئاب للتأكد(!)، يتربص بالضعيف الذي لا تتوفر له الحماية! الضعيف الجانح أو المهمل.. لكننا ،وإنصافا للذئب(!)، لم نسمع بذئب يغتصب ! أو يغرر بحمل قاصر!! هذا الذئب البشري أفاد في سلسلة إجاباته أمام المحكمة أنه ، وضمن نفس المبدإ ، يفضل الاطفال لانهم لايكلفون أكثر!! هكذا، و في عز إجرامه و ممارساته المشينة يبحث عن “الرخا”!!!
إن هذا النموذج من الافادات التي أدلى بها هذا المعتوه أمام القضاء كافية لوحدها لانزال عقوبة الاعدام به، وكفيلة بأن نراجع مواقفنا من هذه العقوبة حيث لا يترك لك مثل هذا المجرم أي إمكانية للدفاع عن الحق المقدس في الحياة!!
هذا النموذج من الافادات كذلك ، وإن كان صادرا من مجرم مُدان ، وإن كانت للإهانة و الاغاضة كسلاح أخير في يد متهم ينظر عمرا من السجن أمامه ، إلا أنها خطيرة و تدفعنا للتأمل في هذه الذات المغربية المجروحة، و التي صارت عنوانا للإساءة كلما أثير أمر له علاقة بالجنس أو بسلوكات جنسية!!
صورة المغاربة صارت “حويط قصير” وفق هذا المنطق و الذي تتشارك في رسمها عقلية مسلسلات الدراما المسيئة للمغربيات ، والتقارير المتحدثة عن مغربيات الخليج ، ومعتوهة من شرق المتوسط تسب بناتنا ناعتة إياهن بما لا يطاق ، وما تفعله ذئاب بشرية أخرى لا تختلف عن دانيال سوى بكونها من صنع محلي !!
لانريد لهذه اللحظة الفارقة في التعامل مع كرامتنا المغربية أن تمر هكذا ، ويصبح كلام كالفان الممعن في الاهانة و الكره مجرد كلام! ولا أن تزول بمجرد الاقرار بعدم إفلاته من العقوبة اينما كيفما كان الامر! ويكفي أن نتذكر دائما أن نعمة النسيان اللعينة لا يمكنها أن تطرق أبوا الضحايا…
إن الوقت قد حان لنجالس أنفسنا قليلا متسائلين عن كل هذا التحول الاجتماعي والقيمي ومسبباته و الذي نبدو معه و أطفالنا و نساءنا رخيصين إلى الحد الذي جعل مرضى الجنس مثل البيدوفيل دانيال و أثرياء اللذة من العرب و العجم لايرون فينا إلا ثقوبا صالحة للإغلاق بما يملكون!!