ولو أنه "لكل اجل كتاب" ،فإنه صار ممكنا من الآن -و العهدة على التقدم العلمي- أن تعرف موعد وفاتك! فتعرف إن كان دانيا منك أو نائيا عنك!! فتتزود له كيفما كانت حاله!
فباستعمال اشعة الليزر التي وضح العلم الحديث أن فيها منافع للناس كما الباس الشديد ، يمكن لجهاز حديث مثل ساعة يد أن يحدد موعد وفاتك -التقريبي طبعا- في اختبار صغير لا يحتاج جراحة أو اخذ دم! فالعالمان الذين اشرفا على الاختراع حاولا ما يمكن -على مايبدو-ان يكون هذا الجهاز رحيما بك حين ترغب ألا تكون رحيما بما تبقى من حياتك!
تمنيت لو يتحقق حلم العالمين البريطانيين المشرفين على هذا الاختراع ليصبح الجهاز المخترَع قادرا على تحديد موعد النهاية الحتمية بدقة أكثر لكي يعفينا من انتظار غير مجدي احيانا لنهاية اشخاص يسببون لنا الألم و الاشمئزاز! ولكل متمنياته الخاصة التي سيساعده هذا الجهاز على معرفة موعد تحققها، فهو جهاز معجزة ومفيد لنا في بلداننا المليئة بالدعاء بالموت على الآخر المقلق! و بهذه الطريقة سينقص هذا النوع من الدعاء ليستبدل بدعاء تقريب موعد الوفاة لذاك الآخر اكثر مما أعلنه جهاز الموت!!
لنتصور كم من مشروع وارث سيفرح إن علم أن الموروث سيموت بعد ثلاثة ايام و خمسين دقيقة! وكم من عائلة ستفرح بنهاية مُتعب لها بالمشاكل ! والأكثر من هذا وذاك ، كم سيفرح الأمنيون بنهاية قريبة لمجرم خطير أصبحت وثائق سجله العدلي تحمل موعدا لموته!!
ومع كل الفرحين بهذا الانجاز العظيم ،لك أن تتصور حالك و الجهاز المفزع ذاك يحدد لك موعدا قريبا لموتك،أنت الذي ما فتحت عينيك جيدا في هذي الحياة المليئة بالفرح و الالم! حتما ستطلب ان تقوم بــ"تــحليلة" جديدة لكي تتأكد أكثر ،فالجهاز المفزع قد يخطئ!!
لكن الأكيد أنك، ورغم إيمانك بالعلم و قدرة العلماء الفائقة على تغيير العالم ، فإنك ستكفر بهذا الجهاز الذي لن يروق انانيتك الراغبة في الخلود او على الأقل في طول العمر وكيفما كانت النتيجة!!
فسواء ظهرت النتيجة الثانية متفقة مع سابقتها أو مختلفة عنها فإنك حتما ستلعن هذا الجهاز و سيطفو إليك ذاك "النفح الايماني" الآتي من أنانيتك و الذي تهرب فيه إلى حبك للحياة فتقول: انما الاعمار بيد الله!!!
وتنسى الأمر ،حتى موعد الوفاة وتقارن!!!!
medmarakchi@yahoo.fr
فباستعمال اشعة الليزر التي وضح العلم الحديث أن فيها منافع للناس كما الباس الشديد ، يمكن لجهاز حديث مثل ساعة يد أن يحدد موعد وفاتك -التقريبي طبعا- في اختبار صغير لا يحتاج جراحة أو اخذ دم! فالعالمان الذين اشرفا على الاختراع حاولا ما يمكن -على مايبدو-ان يكون هذا الجهاز رحيما بك حين ترغب ألا تكون رحيما بما تبقى من حياتك!
تمنيت لو يتحقق حلم العالمين البريطانيين المشرفين على هذا الاختراع ليصبح الجهاز المخترَع قادرا على تحديد موعد النهاية الحتمية بدقة أكثر لكي يعفينا من انتظار غير مجدي احيانا لنهاية اشخاص يسببون لنا الألم و الاشمئزاز! ولكل متمنياته الخاصة التي سيساعده هذا الجهاز على معرفة موعد تحققها، فهو جهاز معجزة ومفيد لنا في بلداننا المليئة بالدعاء بالموت على الآخر المقلق! و بهذه الطريقة سينقص هذا النوع من الدعاء ليستبدل بدعاء تقريب موعد الوفاة لذاك الآخر اكثر مما أعلنه جهاز الموت!!
لنتصور كم من مشروع وارث سيفرح إن علم أن الموروث سيموت بعد ثلاثة ايام و خمسين دقيقة! وكم من عائلة ستفرح بنهاية مُتعب لها بالمشاكل ! والأكثر من هذا وذاك ، كم سيفرح الأمنيون بنهاية قريبة لمجرم خطير أصبحت وثائق سجله العدلي تحمل موعدا لموته!!
ومع كل الفرحين بهذا الانجاز العظيم ،لك أن تتصور حالك و الجهاز المفزع ذاك يحدد لك موعدا قريبا لموتك،أنت الذي ما فتحت عينيك جيدا في هذي الحياة المليئة بالفرح و الالم! حتما ستطلب ان تقوم بــ"تــحليلة" جديدة لكي تتأكد أكثر ،فالجهاز المفزع قد يخطئ!!
لكن الأكيد أنك، ورغم إيمانك بالعلم و قدرة العلماء الفائقة على تغيير العالم ، فإنك ستكفر بهذا الجهاز الذي لن يروق انانيتك الراغبة في الخلود او على الأقل في طول العمر وكيفما كانت النتيجة!!
فسواء ظهرت النتيجة الثانية متفقة مع سابقتها أو مختلفة عنها فإنك حتما ستلعن هذا الجهاز و سيطفو إليك ذاك "النفح الايماني" الآتي من أنانيتك و الذي تهرب فيه إلى حبك للحياة فتقول: انما الاعمار بيد الله!!!
وتنسى الأمر ،حتى موعد الوفاة وتقارن!!!!
medmarakchi@yahoo.fr