آن لنا أن نفخر أخيرا بهذا الانجاز الاستهلاكي الكبير.. إنجاز يمكن أن يضعنا في مصاف كبار المتكلمين في العالم ، مع وجوب الاعتذار من كبار المتكلمين في تاريخ علم الكلام العربي الاسلامي! نعتذر لهؤلاء فقط لأننا متكلمون مغايرون ، متكلمون على حدة.. ومكثرون في الكلام إلى حد التخمة من الحروف و الكلمات المتقاذفة بين المتحاورين !
لنا أن نفخر أكثر من الوكالة الوطنية لتقنين المواصلات التي قدمت في تقريرها الأخير عن إقبال المغاربة على خدمات الاتصالات ما يشبه الاعتزاز بأن المغاربة "يتقدمون" في إقبالهم على هذه المنتوجات الحداثية! لكن أهم رقم قدمته هذه الوكالة هو ذاك اعدد الهائل الذي وصل إلى 40مليون مشترك في الهاتف النقال ،بشكل يوحي ان كل سكان المغرب يتوفرون على هواتف نقالة بشعار هاتف لكل مواطن!
فعلا فالرقم معجزة مغربية إذا ما نظرنا إلى آخر احصاء للسكان قبل عشرين عاما وما يمكن توقعه من نمو للساكنة "الرسمية" للبلاد! كما يطرح الرقم على ذوي الألباب سبب كل هذا الاقبال على التوفر على نقال أو أكثر حتى لكأنه يخيل أن جيوب المغاربة اصبحت تعج بالموبايلات مشيا على قاعدة زوج أرقام "واحد للمعقول وواحد للتخلويض"!!
لكن الرقم الأهم في نظري ،و الذي قد يثير استغراب الكثيرين هو أن الوكالة أحصت كلامنا فوجدت ما مقداره 18 مليار دقيقة من الكلام! ليصبح بذلك المغاربة من أكثر الشعوب "الصغيرة" كلاما في الهاتف! ومرد أهمية الرقم كما يراها "الخبثاء" هي الاجابة عن السؤال الفلسفي القابع وراء هذه الزوبعة من الكلام:ماذا يكون قد قال المغاربة في كل هذه الملايير الممليرة من الـ"هضرة"؟!
أكيد ان كلاما (مهما) كثيرا قيل في هذه العاصفة ،إلا أنه لن يكون أكثر من السؤال عن أحوال الجو التي نسأل عنها في محادثاتنا الهاتفية و كاننا محللو ارصاد(!) أو ذاك السؤال الذي لا يسبقه سلام عادة(فينك؟)!!!
أكيد اننا نتكلم كثيرا عبر هواتفنا ،لكننا أصبحنا أكثر ابتعادا عن الوصل الحقيقي بأحبابنا الذين سهلت الجوالات الاتصال بهم لكن دون ان تحقق التماس قربهم الحقيقي ، فصرنا كائنات متكلمة عبر الأثير نبدأ باسئلة لا معنى لهافي مكالماتنا التي أضحت تنتهي وحداتها حتى دون أن نقول :إلى اللقاء!!!
لنا أن نفخر أكثر من الوكالة الوطنية لتقنين المواصلات التي قدمت في تقريرها الأخير عن إقبال المغاربة على خدمات الاتصالات ما يشبه الاعتزاز بأن المغاربة "يتقدمون" في إقبالهم على هذه المنتوجات الحداثية! لكن أهم رقم قدمته هذه الوكالة هو ذاك اعدد الهائل الذي وصل إلى 40مليون مشترك في الهاتف النقال ،بشكل يوحي ان كل سكان المغرب يتوفرون على هواتف نقالة بشعار هاتف لكل مواطن!
فعلا فالرقم معجزة مغربية إذا ما نظرنا إلى آخر احصاء للسكان قبل عشرين عاما وما يمكن توقعه من نمو للساكنة "الرسمية" للبلاد! كما يطرح الرقم على ذوي الألباب سبب كل هذا الاقبال على التوفر على نقال أو أكثر حتى لكأنه يخيل أن جيوب المغاربة اصبحت تعج بالموبايلات مشيا على قاعدة زوج أرقام "واحد للمعقول وواحد للتخلويض"!!
لكن الرقم الأهم في نظري ،و الذي قد يثير استغراب الكثيرين هو أن الوكالة أحصت كلامنا فوجدت ما مقداره 18 مليار دقيقة من الكلام! ليصبح بذلك المغاربة من أكثر الشعوب "الصغيرة" كلاما في الهاتف! ومرد أهمية الرقم كما يراها "الخبثاء" هي الاجابة عن السؤال الفلسفي القابع وراء هذه الزوبعة من الكلام:ماذا يكون قد قال المغاربة في كل هذه الملايير الممليرة من الـ"هضرة"؟!
أكيد ان كلاما (مهما) كثيرا قيل في هذه العاصفة ،إلا أنه لن يكون أكثر من السؤال عن أحوال الجو التي نسأل عنها في محادثاتنا الهاتفية و كاننا محللو ارصاد(!) أو ذاك السؤال الذي لا يسبقه سلام عادة(فينك؟)!!!
أكيد اننا نتكلم كثيرا عبر هواتفنا ،لكننا أصبحنا أكثر ابتعادا عن الوصل الحقيقي بأحبابنا الذين سهلت الجوالات الاتصال بهم لكن دون ان تحقق التماس قربهم الحقيقي ، فصرنا كائنات متكلمة عبر الأثير نبدأ باسئلة لا معنى لهافي مكالماتنا التي أضحت تنتهي وحداتها حتى دون أن نقول :إلى اللقاء!!!