لعله من أروع ما قام به البرلمان المغربي على الاطلاق ! بل أكاد أجزم -حسب قناعاتي- أن هذا البرلمان بالذات ، لم يقم بشيء يمكنني أن اتذكره سوى هذا العمل الراقي! إذ لم يكن من السهل أن نزيل نمطية الاحتفال بتلاميذ ناجحين فنخرج من منطق الاحتفال إلى منطق الاحتفاء..
فكرة رائعة يستحق الذي ألهم البرلمان و البرلمانيين المغاربة إياها ألف تحية و تقدير،إذ قليلا ما ننتبه أن بناتنا و ابناءنا المتفوقين يحتاجون منا مثل هذا الثناء و التحسيس بأهمية النجاح و التفوق.لا أدري إن كان الاحساس ذاته الذي انتاب الكثيرين من البسطاء - حين اقشعرت ابدانهم وهم يرون المتفوقتين هند الصافي و منار افرياط واقفتين بهدوء و فرحة بريئة راقية - قد انتاب السادة النواب و الوزراء الحاضرين المصفقين! فنحن من الذين لازالوا يشكون أن هؤلاء الناس من طينة أخرى !!
هذا الاعتقاد لا يظهر من خلال الصورة ،حيث ممثلو الأمة يظهرون الاحتفاء بالنجاح لشابتين متفوقتين من أبناء المغاربة ،و إنما من الدواخل التي قد تتساءل في ما يشبه السؤال الفلسفي عن جدوى الاحتفاء هذا وعن امكانية أن يرى الواحد ابناءه مستقبلا في نفس الموقف المفرح ! و اكاد أجزم في ما يشبع العرافة أن كل واحد من المصفقين تمنى لو رجعت به سنوات العمر الى الوراء ليحصل على الباك بتفوق و يصفق له البرلمانيون القدامى!!
أعتقد أن هذا الاحتفاء بالمجتهدتين هو ما يمكن أن نحسبه لهذا المجلس "الكسول"في التشريع و في ما يسمى بـ"تنزيل" الدستور!و لكن ما لا يمكن غفرانه له في هذه الواقعة هو الاقتراب من "ترياب" الحفلة الذي قام به تطاحن البيجيدي و البام على اسبقية من فيهما لفكرة و فعل الاحتفاء!!
هكذا هم سياسيونا ، يبدون صغارا جدا حتى أمام أروع ما أنتجه المجتمع المغربي هذا العام: هند و منار...