العين الكبيرة!

نحن المغاربة "عيننا كبيرة"! لا يعني ذلك بأية حال -للذي لا يعرف- أن لنا أعينا كالتي نتخيلها للغول الذي لا يوجد إلا في مخيلات جداتنا،وإنما إلى حبنا للكبير من كل شيء مفيد وممتع!وكما لا نجد إلا القليل منا من ذوي الأعين الصغيرة من القنوعين أو قليلي الحيلة إلى ما هو اكبر،فإننا نحرص على أن نوصي ذوينا و المقربين بأن "يطلبوها كبيرة"! فكلما طلبتها كبيرة إلا و اتتك مناسبة ،و إن كنت محظوظا فستاتي كما طلبت!!

 إن هذا الامر ليس مجرد كلام نتفوه به ،بل هو اعتقاد و يمكننا أن نعتبره من ثوابتنا التي لا نزيح عنها! فتاريخنا مليء بما يثبت ذلك من اكبر قصعة كسكس بأكادير إلى اكبر "اومليط" في العالم بمراكش ،و يمكن ان نضيف أكبر خصيتي حصان بمدخل سيدي إفني!!

يبدو أن الامر لم يعد محصورا في الحالمين الذين لا تتجاوز أحلامهم الكسكس و البيض و التبوريدة ، بل إنه غزا أفكار الفنانين والمثقفين مؤخرا حيث يصر بعضهم على رسم أكبر لوحة تشكيلية في العالم في إطار الملتقى الدولي للفنانين التشكيليين! واستنفروا للفكرة الخارقة تلك 350 فنانا من بقاع الأرض عربها و عجمها لتحقيق حلم الخول لغينيس!!

مع احترامي للفكرة التي لن تكون بالأكيد مماثلة في المبدإ او الهدف لأكبر أومليط أو كسكس ،إلا أن الأمر يؤكد ان عين المغاربة كبيرة بدءا من "القس" و حتى الفن التشكيلي! كما يؤكد ايضا أن فنانينا و مثقفينا أصبحوا أقرب إلى الواقع على الاقل من هذا الاتجاه.

أتصور أن الفكرة سوريالية لكنها ستنتج لا تناسقا حيث يمكن ان يبدو الأمر اشبه بمنتخب العالم لكرة القدم حيث يرى المتفرجون فريقا يلعب كل من أفراده بأمزجهم الخاص فيحسون و كأنهم أمام درس بدائي لتعلم مبادئ كرة القدم!!

 ومع أن الاحلام المغربية تبدأ من هذا المبدإ الراسخ إلا أنها تؤكد على إمكانية سلبية ،او لنقل إلى اللاتحقق حين يقول المغربي"ما لقاها احد كيف بغاها"!!
 medmarakchi@yahoo.fr
مقال اليوم في يوميات افيندا :  بيرنرز لي :هذا جهدي عليك!