إذا كنت في المغرب ، فلا تستغرب ! مقولة جعلت بلادنا بلاد غرابة دائمة ، ومثيرة للإعجاب و التعجب في آن.. هي عبارة تعايشنا معها حين كان يعيدها مذيع شاب من "صوت أمريكا" في زمن مضى فنفخر بها حينا ،و ناسف لها أحايين كثيرة!!
بعد كل هذه السنوات عن مقولة المذيع في إذاعته المتبخرة ، لازلنا نرى و نسمع أن المغرب فعلا بلاد العجائب في الطبائع و الصنائع و الثقافات المتجانسة و الصراع الخفي بين مغارب أو مغربين على الأقل! حتى أنه يخيل إليك و انت تجوب المغرب من شماله إلى جنوبه و من غربه إلى شرقه و كأن لكل مغربه الخاص الذي يتخيله و يؤمن به و لايرى غيره!
مغربان على الأقل ،نافع وغير نافع..أحدهما يعرف الآخر و يحفظه عن ظهر قلب و الآخر لا يحس به إلا حين يتلمس خارطة البلاد وتعداد الأصوات في الانتخابات ! لا يعدو كونه بالنسبة إليه سوى أرقام لأناس يتخيلهم مثل كائنات خرافية تعيش في عالم آخر لا يستحق الحياة!
مغربان كما جرت عليه الألسن حديثا في ما يشبه الاكتشاف السوسيولوجي العظيم : عميق و آخر غير عميق! مع أن مسألة العمق فيها نظر حسب النقطة التي نبدأ الحفر منها! فقد تكون الوصف مقلوبا ليصبح العميق سطحا، وتصبح المراكز هوامش حسب المزاج!!
أتساءل دائما ، هل يدرك الحاكمون في بلادي بمشاربهم و انتماءاتهم المختلفة مدى الاحساس بالغبن من هذا الذي يقسم البلاد إلى بلدين ، و الناس إلى شعبين لا يصبحان واحدا إلا حين تريد آلة المخزن الانتخابية و البراغماتية توحيد الصفوف بمنطقها الخاص! وأتساءل دائما هل يعرف رئيس الحكومة ووزراؤه في الحكومات المتعاقبة أمكنة مثل "البريج" أو "تيلوى" او "نوذارت"؟!
إن هم أجابوا دون الاستعانة بالحاج غوغل أو حجاج المعلومات والاستعلام، فإن المغرب بخير و لم تعد تنطبق عليه مقولة "صوت أمريكا" الذي اختفى و ترك المغرب لغرائبه التي لاتنتهي و التي تشكل مادة دسمة للباحثين و الساخرين على حد سواء!!
لا تقل أن كل بلاد الدنيا تنطبق عليها المقولة..فلــن يصدقك احد..إن صدقت نفسك!!