مرة اخرى ، تابى هذه "الأمة" إلا ان تكون دليلا على الإلغاء! ولو اننا أحصينا عدد الذين اغتيلوا فيها بسبب أفكارهم لما استطعنا العد ولا تحملتنا الأرقام!
قبل شهور اغتيل شكري بلعيد بتونس الثورة ، ولا اظنه قتل لأنه يحمل معه محفظة نقود يريدها سارق قاتل ،كما لا أعتقد أن الرصاصات التي استقرت في مقتل بجسده لم تكن طائشة إلى حد "التنياش" الاحترافي.. وقبل سنوات خلت قتل الكاتب المصري فرج فودة لا لسبب سوى انه جهر بالحقيقة الضائعة ،وجادل فقهاء التزمت و الشتيمة الدينية الجاهزة و المحرضة على الالغاء!
ولم يكن الفقيه صبحي الصالح بمنآى عن آلة الدمار الآدمية المسماة تطرفا و التي ما أخطأت فقيها مثله و لا مناضلا ومفكرا سياسيا مثل مهدي عامل ، وما استطاعت تقبل باحث و فيلسوف اسمه حسين مروة إلا لأنه وجد نزعات مادية في الفلسفة العربية الاسلامية!
وبنفس الحقد و الضغينة اغتيل عمر بن جلون و المعطي بوملي و ايت الجيد بنعيسى ببشاعة دون الحاجة إلى رصاص!!
إن هذه الأيادي الآثمة ، القاتلة ،بكواتم الصوت و جهار العنف و التكفير و الاقصاء من الحياة التي أعلت من شأنها الشرائع الدينية والمواثيق الانسانية ، لاتريد ان تنتهي من التصفية و لانظنها منتهية عن جزء من بنيتها و من بنى تكوينها المعاقة التي لا تستطيع ان تستنشق الأوكسجين باشتراك مع آخرين مختلفين.. مع أناس آتين من ثقافة الحرية و العقل الذي اغتيل مرات من ابن رشد إلى نصر حامد أبو زيد..
ضحيتهم اليوم الجديدة مناضل آخر ، من كوكب الحرية و العقل ذاته الذي يصطادون منه كل ما شاءت أوامر ظلاميتهم المقيتة، لم يفكروا لحظة أن إنهاءه لن ينهي فكره و لاخطه السياسي.. هو من نفس الفصيلة التي يستقوي عليها هؤلاء في انتظار ان يقول الشعب فيهم كلمته حين يستفيق..اغتالوه بحقد ظاهر في الإحدى عشرة رصاصة (!)التي جعلوها تستقر في جسده ، وتركوه مضرجا في دماء نضيفها إلى لائحة دماء الشهداء: محمد البراهمي..
لكنهم لا يدركون أنه بقدر القتل تستمر الفكرة ،وتكبر الفكرة و تولد أخرى . بقدر قطف كل الأزهار ياتي الربيع مرة أخرى...
هل اضحينا عزلا إلى هذا الحد أمام "أمة" قاتلة، نفكر بمجرد مواراة الشهداء الثرى في الاجابة عن السؤال: من التالي؟!!
medmarakchi@yahoo.fr
قبل شهور اغتيل شكري بلعيد بتونس الثورة ، ولا اظنه قتل لأنه يحمل معه محفظة نقود يريدها سارق قاتل ،كما لا أعتقد أن الرصاصات التي استقرت في مقتل بجسده لم تكن طائشة إلى حد "التنياش" الاحترافي.. وقبل سنوات خلت قتل الكاتب المصري فرج فودة لا لسبب سوى انه جهر بالحقيقة الضائعة ،وجادل فقهاء التزمت و الشتيمة الدينية الجاهزة و المحرضة على الالغاء!
ولم يكن الفقيه صبحي الصالح بمنآى عن آلة الدمار الآدمية المسماة تطرفا و التي ما أخطأت فقيها مثله و لا مناضلا ومفكرا سياسيا مثل مهدي عامل ، وما استطاعت تقبل باحث و فيلسوف اسمه حسين مروة إلا لأنه وجد نزعات مادية في الفلسفة العربية الاسلامية!
وبنفس الحقد و الضغينة اغتيل عمر بن جلون و المعطي بوملي و ايت الجيد بنعيسى ببشاعة دون الحاجة إلى رصاص!!
إن هذه الأيادي الآثمة ، القاتلة ،بكواتم الصوت و جهار العنف و التكفير و الاقصاء من الحياة التي أعلت من شأنها الشرائع الدينية والمواثيق الانسانية ، لاتريد ان تنتهي من التصفية و لانظنها منتهية عن جزء من بنيتها و من بنى تكوينها المعاقة التي لا تستطيع ان تستنشق الأوكسجين باشتراك مع آخرين مختلفين.. مع أناس آتين من ثقافة الحرية و العقل الذي اغتيل مرات من ابن رشد إلى نصر حامد أبو زيد..
ضحيتهم اليوم الجديدة مناضل آخر ، من كوكب الحرية و العقل ذاته الذي يصطادون منه كل ما شاءت أوامر ظلاميتهم المقيتة، لم يفكروا لحظة أن إنهاءه لن ينهي فكره و لاخطه السياسي.. هو من نفس الفصيلة التي يستقوي عليها هؤلاء في انتظار ان يقول الشعب فيهم كلمته حين يستفيق..اغتالوه بحقد ظاهر في الإحدى عشرة رصاصة (!)التي جعلوها تستقر في جسده ، وتركوه مضرجا في دماء نضيفها إلى لائحة دماء الشهداء: محمد البراهمي..
لكنهم لا يدركون أنه بقدر القتل تستمر الفكرة ،وتكبر الفكرة و تولد أخرى . بقدر قطف كل الأزهار ياتي الربيع مرة أخرى...
هل اضحينا عزلا إلى هذا الحد أمام "أمة" قاتلة، نفكر بمجرد مواراة الشهداء الثرى في الاجابة عن السؤال: من التالي؟!!
medmarakchi@yahoo.fr