صار لزاما على وزارة التربية الوطنية أن تدخل مادة تكوينية في مناهج تكوين المعلمين بمراكزها لتعلم المدرسين الجدد كيف يتعاملون مع السكاكين و كيف يواجهون من يرغب في فـقـء أعينهم! أو على الأقل ان تطلب من المترشحين و المترشحات أن يضمنوا نهج سيرتهم توفرهم على الحزام الأسود في الرياضات القتالية ! فالأمر لم يعد يسيرا في مجتمع يسير بخطى حثيثة نحو العنف و رؤية الدماء في ساحات المؤسسات و حجرات الدرس!!!
فجأة انقلب الأمر في حديث إعلامنا المرئي عن "التلميذ" الذي ذبح استاذه أمام زملائه من حديث بالأمس عن فعل إجرامي خطير إلى كون المراهق ضحية هو الآخر! وكأن الأمر مجرد مزحة لا تستحق أكثر مما قيل..و لكي يطوى أمر رجل اقترب من تقاعده ليصبح مقعدا في تقاعد غير مريح!!
لقد حان الوقت لإنهاء هذا الفصل السمج و "الحامض" في رؤية الناس في بلدي للمعلم و كأنه عدو طبقي!! حان الوقت لإنهاء استصغار الموظفين في التعليم وجعلهم ذاك الحائط القصير !! حان الوقت ببساطة لكي نربي أبناءنا بدل انتظار أن يتربوا لوحدهم فيتكفل الشارع الموبوء بالعنف اللفظي و المعنوي و الممتلئ بالقرقوبي بتربيتهم!! حان الوقت لـ"نعيق" أننا من أخطأ حين استقلنا من تربية أبنائنا ومتابعة شؤونهم الدراسية تحت غطاء من التبريرات غير المقنعة إلا لوجوهنا أمام المرآة!!
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
ديريكت:
يقال دوما :المغاربة حكارة..
لم أفهم ذاك إلا اليوم ،حين حاولت أن أحفر الذاكرة رغبة في إيجاد خبر ذبح مواطن أو مراهق موظفا في بنك أو بريد أو حالة مدنية أو صندوق تقاعد!! كما لم اسمع أن مواطنا يدخل محنيا لإستخراج بطاقته الوطنية فقأ عيني رجل أمن!!!
فعلا ، أولادنا صورة عنا ،لا يستقوون إلا على معلم أو معلمة ،بدون أي تأمين أو اعتراف بمخاطر مهنته، يذبح في قسمه لكي "تمشي على عينيه ضبابة"!!