هي الجملة الوحيدة المسموح لنا أن نقولها اليوم في بلادنا ونحن ندبج النصائح الخشبية مثلما نقوم بذلك كل عام في مثل هذا اليوم.. خسرنا المعركة امام مرض يمكن التحكم فيه أو توجيه الناس الى عادات أخرى غير صناعة الخراب في دمائهم بحلاوة قاتلة!
يمكن لنا أن نقول في اطمئنان وفق مقولة "دير راسك بين الريوس" أن العالم كله قد خسر المعركة أمام السكري ، العالم كله بقوة دوله العظمى ، فمابالنا نحن البعيدين عن أرقامه المفزعة! على الأقل أرقامنا الرسمية!!
لقد تعودنا الاختباء وراء هذه التبريرات التي تداري الفشل الذريع في سياساتنا الصحية تجاه هذا المرض الصامت الذي يأكل من أجسادنا في هدوء ، تاركين المجال أمامه لمزيد من الانتشار مستفيدا من الجهل به أولا ، و من الجهل بالجهر به من المصابين ثانيا ، ومن اللاارادة في الفعل الحقيقي طوال العام من طرف المسؤولين الصحيين بدل الاكتفاء بالحملات الاعلامية في مثل هذ اليوم!
لقد خسرنا المعركة ، لأن نصيبنا من 382 مليون مصاب عالميا هذا العام هي نسبة رسمية خجولة حصرت مصابينا في 6,6% من ساكنة المغرب فوق 20 عاما .. ولنا أن نتخيل المسكوت عنه في تصريح وزارة الصحة عن المصابين غير المحصيين و المصابين غير المعترفين أصلا بالسكري لتفاهات الفهم الاجتماعي للمرض! كما يمكن أن نتخيل عدد المصابين من الذين هم أقل من 20 عاما حيث يمكننا أن نكفر بالمرة بحسابات وزارة الصحة التي توقفت آلتها الحاسبة عند 1,3 مليون مغربي "مسكر"!
لقد خسرنا المعركة لأننا نحب السكر ، ونحب أن تكون حياتنا مليئة بالحلاوة رغم العلقم الذي يعتري حياة الكثيرين من المغاربة المصابين بارتفاع السكري في الدم بالـ"فقايس" فقط! أو بانتظار انفتاح الافق الذي انغلق منذ أيام التقويم الهيكلي ، و منذ بدأت شركات المشروبات الغازية و الحلويات تغرق منتوجاتها بالسكر لأنها تشتريه مدعما من صندوق المقاصة مثلها مثل من يشتري قالب سكر لأجل ارتشاف كأس شاي مع أولاده في وجبة أساسية!!
أعتقد في ما يشبه اليقين أن أسباب السكري في المغرب لا تنحصر فقط في تغير عاداتنا الغذائية و قلة حركتنا و ضريبة "رفاهية الرزاحة" التي أصبحنا نهواها، بل تكمن أيضا في السياسات و السياسيين و الحكومات المتعاقبة التي نجحت في شيء واحد فقط لحد الآن: أن تجعل من المغاربة شعبا "طالع ليه السكر"!!
medmarakchi@yahoo.fr