Slider

صور المظاهر بواسطة kelvinjay. يتم التشغيل بواسطة Blogger.

ifnitanz

افني بوليميك

فيديو

ifnitwitt

جديد الأعمدة

منوعات

كلام الصورة

لا يوجد شعب احلى في دعابته و طرافته ودوام ابتسامته مثلنا.. لها من تاريخ الدعابة و الضحك ما يستمر إلى قرون آتية بالحكي أو العيش.

يتساءل الغرباء دوما عن هذا السر الكامن لدى شعوبنا و الذي لا تطاله عصا القمع أو تكسر عزيمته في حب البقاء في النفوس..إذ لا تخلو دار أو خيمة او جحر حتى من وسائل الضحك التي تسكننا و لا نستطيع التخلي عنها حتى لو ارتدينا رداء التجهم عنوة!!

وتحمل النكت و القصص الغريبة التي نحكيها أو نعيشها يوميا مدى اتساع أفقنا في صنع الابتسامة رغم واقع حياتنا الذي لا يشجع على ذلك… وحتى لو أفادت بعض الاحصاءات أو البرامج التلفزيونية اننا بدأنا نميل نحو التجهم و القلق ، فإننا نغلفه دائما بالفرح الممزوج بالأسى ،وذاك ربما هو سبب تغلبنا على هذا القهر الجاثم على نفوسنا منذ أزمنة و عصور !!

و الله ما في أحلى من شعوبنا ، فنحن حين نريد أن نضحك في الغالب نسخر من ايامنا الحلوة هذه ،حين نرى أنفسنا مشرعين أفواهنا بالقهقهات حتى يتبين الضرس المسوس من السليم ، غير آبهين بمن يعد أسناننا غير المتناسقة ،أوتقطعات قهقهاتنا المختلفة من شخص لآخر..نسخر يوميا من كل شيء ،بدءا بوجوهنا في المرايا و مرورا ببائع البقالة الذي يخلط لك السكر و الخبز ومسحوق الغسيل في كيس بلاستيكي واحد..ولا تنتهي عند التهكم المتخفي على رئيسك في العمل أو النساء اللواتي نعتقد أنهن مفرطات في الأناقة…

كل شيء له سبب ، وهذه الحلاوة في الدم لها أسباب قد لا يفقهها إلا محلل نفسي..لكن لا بأس، قد نفهم نحن قليلا…

حين تستفيق في الصباح ،تضحك وحدك ، خلسة على حلم جميل اعتقدت أنه حقيقة فصدمك صوت المنبه معلنا نهاية الحلم ..تغضب ثانية واحدة من ذلك ثم تضحك نهارا جهارا على بلادتك في تصديق الحلم إلى درجة تمني لوكان حقيقة..فقد حلمت لتوك بالفلوس تنهمر عليك من السماء نائما على الحرير وبمحاذاتك حسناء فاتنة ! ومع ذلك فأنت لم تنسلخ بعد من فقرك الحقيقي لأنك حلمت أيضا انك تحمل كيسا بلاستيكيا أخذته من مطبخك المتواضع تجمع فيه ما تيسر لك من الأوراق النقدية الزرقاء و الخضراء ! وتطلب من الحسناء التي بجانبك أن لا ترفع صوتها كي لا تسمعها زوجتك النائمة اصلا إلى جانبك في الحقيقة !! هذه اللخبطة المضحكة هي خيطك الرفيع الرابط بين سريرك الناعم في الحلم و حصيرك المشوك في الواقع…

حين تنتهي من سرد خزعبلات حلمك على نفسك ، تنتقل للواقع بعد تناول رغيف و كآس شاي تقسم في دواخلك يمينا غليظة أنها لن تنفعك في يوم عملك المضني الطويل..فتقاوم جوعك في عملك وتتظاهر بشخصية قوية لها مبادئ و أفكار تشكو من الانيميا في حقيقتك !!

تسخر مع زملائك من رئيسك الذي تشبه صلعته الفوضوية جزر وقواق متناثرة ، وربطة عنق بألوان فاقعة مختصمة مع قميص أزرق وسروال بني !! لكنك تضحك في دواخلك من قميصك الذي أخذته سلفا وجبرا من دولاب اخيك !وسروالك الذي اشتريته من طالب ابتاعه بثمن بيضة ورغيف !

في الشارع و المقهى نضحك على الآخرين المارين في رحلة البحث عن زوج او صيد ثمين،و السؤال الفلسفي يحوم وحيدا حائرا في دواخلهم عن مكان العش الأمين..

لكن الجميل أن كل هذا الواقع الأليم يدعوك لفعل ثوري حين تتناول مع شلتك صورا كاريكاتورية عن حاكميك و حكومتك ، فتعد لهم كل الخسائر و مكامن الضحك المريبة و القاتلة بالقهقهات الأليمة إلى أن ينقطع حبل الصوت حين تشعر بأذن كبيرة موضوعة على مائدتك ممتدة من أقصى مقعد في الجانب الآخر ..حينها تتحول مباشرة في حديثك للمسكين جحا أو غيره من شخصيات العصر الحجري !!

أحلى شعوب الأرض تسخر من نفسها قبل أن تتناول قهوتها المحلاة فوق العادة ،وصديقي الحلو يقول دائما أن احلى شيء في بلادنا هو السكر ، تركته حكوماتنا للتداول بين الناس عنوة ودون حيف.. نتناوله بشراهة مرضية !

فالسكر يا عزيزي هو نقطة النور الوحيدة التي لم تطفئها حكوماتنا المرة ، به نمرر إلى أجسادنا حلاوة الحياة العلقم التي أنزلت علينا تنزيلا.. يذوب بسرعة في الماء و اشباهه في انتظار أن يذوب يوما السكر الذي ركبته فينا ذات الحكومات كي نصبح شعوبا حلوة “مسكرة”..

شعوبا سكر زيادة…

medmarakchi@yahoo.fr

«
التالي
رسالة أحدث
»
السابق
رسالة أقدم

الثلاثاء، نوفمبر 12، 2013

أحلى شعوب الأرض..

لا يوجد شعب احلى في دعابته و طرافته ودوام ابتسامته مثلنا.. لها من تاريخ الدعابة و الضحك ما يستمر إلى قرون آتية بالحكي أو العيش.

يتساءل الغرباء دوما عن هذا السر الكامن لدى شعوبنا و الذي لا تطاله عصا القمع أو تكسر عزيمته في حب البقاء في النفوس..إذ لا تخلو دار أو خيمة او جحر حتى من وسائل الضحك التي تسكننا و لا نستطيع التخلي عنها حتى لو ارتدينا رداء التجهم عنوة!!

وتحمل النكت و القصص الغريبة التي نحكيها أو نعيشها يوميا مدى اتساع أفقنا في صنع الابتسامة رغم واقع حياتنا الذي لا يشجع على ذلك… وحتى لو أفادت بعض الاحصاءات أو البرامج التلفزيونية اننا بدأنا نميل نحو التجهم و القلق ، فإننا نغلفه دائما بالفرح الممزوج بالأسى ،وذاك ربما هو سبب تغلبنا على هذا القهر الجاثم على نفوسنا منذ أزمنة و عصور !!

و الله ما في أحلى من شعوبنا ، فنحن حين نريد أن نضحك في الغالب نسخر من ايامنا الحلوة هذه ،حين نرى أنفسنا مشرعين أفواهنا بالقهقهات حتى يتبين الضرس المسوس من السليم ، غير آبهين بمن يعد أسناننا غير المتناسقة ،أوتقطعات قهقهاتنا المختلفة من شخص لآخر..نسخر يوميا من كل شيء ،بدءا بوجوهنا في المرايا و مرورا ببائع البقالة الذي يخلط لك السكر و الخبز ومسحوق الغسيل في كيس بلاستيكي واحد..ولا تنتهي عند التهكم المتخفي على رئيسك في العمل أو النساء اللواتي نعتقد أنهن مفرطات في الأناقة…

كل شيء له سبب ، وهذه الحلاوة في الدم لها أسباب قد لا يفقهها إلا محلل نفسي..لكن لا بأس، قد نفهم نحن قليلا…

حين تستفيق في الصباح ،تضحك وحدك ، خلسة على حلم جميل اعتقدت أنه حقيقة فصدمك صوت المنبه معلنا نهاية الحلم ..تغضب ثانية واحدة من ذلك ثم تضحك نهارا جهارا على بلادتك في تصديق الحلم إلى درجة تمني لوكان حقيقة..فقد حلمت لتوك بالفلوس تنهمر عليك من السماء نائما على الحرير وبمحاذاتك حسناء فاتنة ! ومع ذلك فأنت لم تنسلخ بعد من فقرك الحقيقي لأنك حلمت أيضا انك تحمل كيسا بلاستيكيا أخذته من مطبخك المتواضع تجمع فيه ما تيسر لك من الأوراق النقدية الزرقاء و الخضراء ! وتطلب من الحسناء التي بجانبك أن لا ترفع صوتها كي لا تسمعها زوجتك النائمة اصلا إلى جانبك في الحقيقة !! هذه اللخبطة المضحكة هي خيطك الرفيع الرابط بين سريرك الناعم في الحلم و حصيرك المشوك في الواقع…

حين تنتهي من سرد خزعبلات حلمك على نفسك ، تنتقل للواقع بعد تناول رغيف و كآس شاي تقسم في دواخلك يمينا غليظة أنها لن تنفعك في يوم عملك المضني الطويل..فتقاوم جوعك في عملك وتتظاهر بشخصية قوية لها مبادئ و أفكار تشكو من الانيميا في حقيقتك !!

تسخر مع زملائك من رئيسك الذي تشبه صلعته الفوضوية جزر وقواق متناثرة ، وربطة عنق بألوان فاقعة مختصمة مع قميص أزرق وسروال بني !! لكنك تضحك في دواخلك من قميصك الذي أخذته سلفا وجبرا من دولاب اخيك !وسروالك الذي اشتريته من طالب ابتاعه بثمن بيضة ورغيف !

في الشارع و المقهى نضحك على الآخرين المارين في رحلة البحث عن زوج او صيد ثمين،و السؤال الفلسفي يحوم وحيدا حائرا في دواخلهم عن مكان العش الأمين..

لكن الجميل أن كل هذا الواقع الأليم يدعوك لفعل ثوري حين تتناول مع شلتك صورا كاريكاتورية عن حاكميك و حكومتك ، فتعد لهم كل الخسائر و مكامن الضحك المريبة و القاتلة بالقهقهات الأليمة إلى أن ينقطع حبل الصوت حين تشعر بأذن كبيرة موضوعة على مائدتك ممتدة من أقصى مقعد في الجانب الآخر ..حينها تتحول مباشرة في حديثك للمسكين جحا أو غيره من شخصيات العصر الحجري !!

أحلى شعوب الأرض تسخر من نفسها قبل أن تتناول قهوتها المحلاة فوق العادة ،وصديقي الحلو يقول دائما أن احلى شيء في بلادنا هو السكر ، تركته حكوماتنا للتداول بين الناس عنوة ودون حيف.. نتناوله بشراهة مرضية !

فالسكر يا عزيزي هو نقطة النور الوحيدة التي لم تطفئها حكوماتنا المرة ، به نمرر إلى أجسادنا حلاوة الحياة العلقم التي أنزلت علينا تنزيلا.. يذوب بسرعة في الماء و اشباهه في انتظار أن يذوب يوما السكر الذي ركبته فينا ذات الحكومات كي نصبح شعوبا حلوة “مسكرة”..

شعوبا سكر زيادة…

medmarakchi@yahoo.fr

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق