Slider

صور المظاهر بواسطة kelvinjay. يتم التشغيل بواسطة Blogger.

ifnitanz

افني بوليميك

فيديو

ifnitwitt

جديد الأعمدة

منوعات

كلام الصورة

» » » لاتصدقوا "الكلافيي" فهو خرافة!

حين قال المتنبي مفتخرا بنفسه الى حد الغرور يوما أن القلم يعرفه ، تسببت له هذه المعرفة في الفناء اغتيالا..لكنه لو عاش الى زمن العرب الحديث لكان قلمه أول من يتحدث مبلغا عموم الناس انه لا يعرفه ! لست ادري ماكان سيكون رد فعل المتنبي ، لكني سأكون متاكدا من سبب براء قلمه منه..
أكاد أجزم أن أقلامنا تشكو منا ، فقد هجرناها حتى و نحن نحتسب مبالغ الاستدانة من بقال الحي ! فقد مضى ذاك الزمن الذي كان الواحد يقتني قلما جميل المنظر أو لنقل فاخرا يضعه بعناية في جيب قميصه ! حتى و إن وجد الآن فإنه اضحى أقرب الى الأضحوكة إن لم يكنها فعلا !
هجرنا اقلامنا المتنوعة أمام مارد تكنولوجي إسمه الكيبورد او الكلافييه ! فاضحينا نتعجب كلما اختطت أيدينا صدفة كلمة بقلم بئيس ينتظر في خشوع و إيمان عصرا كي نعود إليه صاغرين ! حين كان الواحد يكتب لحبيبته رسالة كان يحس بالدماء تتدفق من حبر القلم ،و تنتابه قشعريرة تنبت بين الأصابع..فيكون للرسالة وقع السحر على الحبيبة التي تحس كل شيء في الرسالة..من رائحة الحبر إلى صدق المشاعر !
نلعب اليوم بالضغط على أزرار أصواتها لوحدها تذهب كل تأمل ،و تشتت كل فكر،ونظل نرقب شاشة عقيمة لتخرج منها رسالة هي أبعد ما يكون من الشعر و البوح و أقرب للكذب و الاحتيال ! ونسأل انفسنا عن سيل جارف من الاحبة الفاشلين في إعطاء جرعات عشق حقيقي في رسائل لا تحمل ذلك الرسم الشهير الذي يبدو فيه ذاك القلب المقسوم بسهم دامٍ و لو بلون أزرق ! ونتساءل عن الكم الهائل من الشعراء الذين يكتبون ما يستحيل فهمه حتى و إن دخل الواحد في أحشاء أدمغتهم و قلوبهم ! ونتساءل عن التشابه الغريب بين كل الخطوط مثل الوجوه المتشابهة في الظلام !
الكيبورد مجرد خرافة معاصرة ،صدقناها و صدقنا قصائدنا و رسائلنا الخشبية التي تأتينا عبرها،و لا نستفيق من وهم الخرافة إلا إن نحن فوجئنا بانقطاع في الكهرباء أو بضياع كل ما كتبناه بلمسة زر خاطئة ! أما القلم فباقٍ ما بقي المتنبي على أفواه من لا يزالون مضحكين بمعانقة صدور أقمصتهم لأقلام لن تموت..

«
التالي
رسالة أحدث
»
السابق
رسالة أقدم

الجمعة، سبتمبر 20، 2013

لاتصدقوا "الكلافيي" فهو خرافة!

حين قال المتنبي مفتخرا بنفسه الى حد الغرور يوما أن القلم يعرفه ، تسببت له هذه المعرفة في الفناء اغتيالا..لكنه لو عاش الى زمن العرب الحديث لكان قلمه أول من يتحدث مبلغا عموم الناس انه لا يعرفه ! لست ادري ماكان سيكون رد فعل المتنبي ، لكني سأكون متاكدا من سبب براء قلمه منه..
أكاد أجزم أن أقلامنا تشكو منا ، فقد هجرناها حتى و نحن نحتسب مبالغ الاستدانة من بقال الحي ! فقد مضى ذاك الزمن الذي كان الواحد يقتني قلما جميل المنظر أو لنقل فاخرا يضعه بعناية في جيب قميصه ! حتى و إن وجد الآن فإنه اضحى أقرب الى الأضحوكة إن لم يكنها فعلا !
هجرنا اقلامنا المتنوعة أمام مارد تكنولوجي إسمه الكيبورد او الكلافييه ! فاضحينا نتعجب كلما اختطت أيدينا صدفة كلمة بقلم بئيس ينتظر في خشوع و إيمان عصرا كي نعود إليه صاغرين ! حين كان الواحد يكتب لحبيبته رسالة كان يحس بالدماء تتدفق من حبر القلم ،و تنتابه قشعريرة تنبت بين الأصابع..فيكون للرسالة وقع السحر على الحبيبة التي تحس كل شيء في الرسالة..من رائحة الحبر إلى صدق المشاعر !
نلعب اليوم بالضغط على أزرار أصواتها لوحدها تذهب كل تأمل ،و تشتت كل فكر،ونظل نرقب شاشة عقيمة لتخرج منها رسالة هي أبعد ما يكون من الشعر و البوح و أقرب للكذب و الاحتيال ! ونسأل انفسنا عن سيل جارف من الاحبة الفاشلين في إعطاء جرعات عشق حقيقي في رسائل لا تحمل ذلك الرسم الشهير الذي يبدو فيه ذاك القلب المقسوم بسهم دامٍ و لو بلون أزرق ! ونتساءل عن الكم الهائل من الشعراء الذين يكتبون ما يستحيل فهمه حتى و إن دخل الواحد في أحشاء أدمغتهم و قلوبهم ! ونتساءل عن التشابه الغريب بين كل الخطوط مثل الوجوه المتشابهة في الظلام !
الكيبورد مجرد خرافة معاصرة ،صدقناها و صدقنا قصائدنا و رسائلنا الخشبية التي تأتينا عبرها،و لا نستفيق من وهم الخرافة إلا إن نحن فوجئنا بانقطاع في الكهرباء أو بضياع كل ما كتبناه بلمسة زر خاطئة ! أما القلم فباقٍ ما بقي المتنبي على أفواه من لا يزالون مضحكين بمعانقة صدور أقمصتهم لأقلام لن تموت..

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق