مثل كثير من المغاربة ،فإني لا اجد اي معنى من وجود إدارة مثل مندوبية التخطيط ! فهي "شاطرة" فقط في قذف الاعلام و الناس بتقارير و استطلاعات مثيرة ،و ارقام لاندري من اين تأتي بها؟! فمؤشراتها عن عتبات الفقر و القدرة الشرائية و نسب البطالة التي لا نفهم نهائيا كيف تحصل عليها على امتداد الوطن المليء بـ"الشومورات" تثير التساؤلات التي لا تنتهي في أذهان الناس..
في آخر خرجة لها ، تشير إلى ان الأسر المغربية غير مرتاحة مادية ،و خائفة على مستقبلها الذي لا يومض إليها ببريق أمل! وأشارت إلى أن "مؤشر ثقة الأسر "(!) عرف انخفاضا ـخلال الفصل الثاني من العام الجاري
قدر بـ 1,6 نقطة مقارنة مع الفصل الأول من 2013 وبــ 6,5 نقطة مقارنة مع نفس
الفصل من السنة الماضية.
ما يمكن أن نفهمه من هذا "المؤشر" أن العائلات المغربية غير راضية بتاتا عن واقعها ، وهو امر واضح لكل مواطن في استطلاعه العفوي العادي كل يوم حيث يعبر لك الناس كما تعبر لهم عن "الكعية" من الحال الواقفة للبلاد و الناس ،و الأزمة الخانقة التي تجتازها الأسر المغربية مع موجات الغلاء وتزايد الاحتياجات الاساسية! لذلك ،فإننا نعتقد ان المندوبية لم تأت بجديد سوى أرقام الاستطلاع مع نسب مئوية لا نعرف من اين تستقيها و عن اية اسر مستطلعة تتحدث(!)لا سيما أنه لم يسبق أن سمعنا - مثلا لا حصرا- عن استطلاع للمندوبية لأسر بإفني أو الريش أو اميضر مثلا !!!
المثير في هذا الاستطلاع ،الذي ارتمت عليه الصحف و المواقع و كانه هبة إعلامية من السماء تملأ بياض الورق و الصفحات الافتراضية ، أنه يشير إلى وجود اصناف من الأسر قسمها حسب امكانية ادخارها من مصاريفها إلى ثلاثة:35% لا تستطيع الموازنة بين مدخولها ومصروفها فتلجأ للــ"كريدي" ،و58.4% تستطيع تحقيق اكتفائها بمداخيلها ،بينما 5.7% "مرفحة" تستطيع أن تدخر من مدخولها..
لكن ،وإن كانت هذه الأرقام "قد" تعكس مايراه الناس عادة بأن المزاليط أكثر من "المرفحين" في هذه البلاد ،إلا أنها -في نظرنا على الأقل- ركزت في هذا التفييء على عنصر "المدخول" و الذي يحرم فئة رابعة لاوجود لها في أرقام المندوبية هاته .!
نعم ،هؤلاء ، الذين لا تدخل جيوبهم "مداخيل" صالحة لسد الرمق .. تلك هي الفئة الغائبة عن الاستطلاع و التقارير و النسب ،و بدونها لا تستقيم أرقام المندوبية التي ربما خبرت من معرفتها بالمجتمع المغربي أنها ستنزل مؤشر الثقة إلى الحضيض فتجاوزتها!!!
medmarakchi@yahoo.fr