بليغة هي هذه العبارة للشاعر الراحل نزار قباني.. إذ أنها تبدو للوهلة الأولى عند أي مستمع أو قارئ عبارة طبيعية و جد عادية تماما مثل مبرهنة اقليدس في الرياضيات ! .. المبرهنة التي تقول : من نقطتين في المستوى يمر مستقيم واحد ووحيد.. !
لا زلت أذكر أنها بدت لي جد عادية في الصف الإعدادي ، وما زاد ذلك الاعتقاد رسوخا حينها هو تعليق الاستاذ أن اقليدس لم يأت بشيء جديد أو اختراع معجز في هذه العبارة !!
الأرض فعلا لا يوجد فيها أجمل من العطر و النساء !.. فاكتشاف العطر، رغم بداهة الأمر في بداية التأمل ، جعلنا نحس بآدميتنا المخزونة وسط كم هائل من الروائح المزكمة !
لو عدنا بتاريخنا الشخصي لمرحلة عدم استعمال العطور ، لوجدنا أننا لم نكن نحتمل أجسادنا النتنة كل صباح ،و لا أفواهنا التي تنفث ملوثات لا تستطيع معه حتى ذكر تحية الصباح للتي تقاسمك الفراش!! ولأن الماء كان بحساب ، و حنفيات الحي التي تزدحم عليها أسر بكاملها كل صباح ومساء لا تكفي للإستحمام اليومي أومرة كل يومين،فإننا كنا نخزن ما يكفي لذلك كل أسبوع ! وإن جفت أعين السماء في عام ، ترانا لا نستحم إلا مرة كل عيد !!
كانت قنينات العطر التي تباع في الأسواق الأسبوعية تفي بالغرض ،فنصب ما تيسر منها على أجسادنا كي تطرد روائحنا الآدمية اللعينة ! والأكثر نباهة فينا هو ذاك الذي كان يصب سائل العطر الفرنسي الرخيص على ملابسه كي يدوم مفعوله أكثر،فلا تصيبه قشعريرة برودته حين يلامس جلدته !!
العطر إذن ،وقبل عصور ، كانت له هذه المهمة الانسانية و التي تشعرنا بآدميتنا و لا تنفر الآخرين منا !
ثم إن العطر ،اليوم هو حامي علاقاتنا المتشعبة مع بني جلدتنا ، لكنه صار يميز فينا ابن المدير من بكر عامل البناء..وصارت ماركاته الجديدة يدل على موقعنا الاجتماعي .. لقد صار العطر طبقيا !! إلا أن شعوبنا العبقرية استطاعت أن تخترع شيئا اسمه العطر الجنيس..وهو عطر من درجة ثانية أو ثالثة لكنه يحمل نفس الإسم من ماركة عالمية و بأثمان في متناول الجميع...فالحاجة للعطر هي أم اختراع المزور منه..
أصبحنا وفق هذا الاختراع الرهيب لا نخشى الاقتراب من الآخرين في الاتوبيسات و الإدارات ،وعدنا نحس بالرغبة في البقاء مدة أطول في المكاتب و مع رؤسائنا في العمل !!
و الأهم من هذا كله ، هو توددنا للنساء العطرات و توددهن لنا على حد سواء !!
أكاد أجزم ، أن أول من اكتشف العطر عانى من كل ما عانيناه ،ورغب في تعبيق رائحة العالم ..وأكاد اوقن ، انه أسدى أهم خدمة في التاريخ للنساء !!
و إن ارتبط العطر بالنساء كثيرا ،فهو فقط من باب الجميل للأجمل..فالنساء يا سادة هن الصورة الجميلة للأرض و العالم..هن رائعات حبا و حنانا و أناقة..و العطر هو رائحة الكون الفواحة بالعشق و الروح ..
لا أظن أن استاذي في الرياضيات أخطأ في تعبيره لأنه أردف متداركا أنه لولا اقليدس لما انتبهنا إلى مبرهنة المستقيم الوحيد المار من نقطة في المستوى..لذلك أرى أنه لولا نزار لما انتبهنا إلى أن الأرض ما فيها أجمل من العطر و النساء. !
اقترح عليك سيدي أن تهدي حبيبتك قارورة عطر ، فهي أثمن و أروع من حلي الأرض كلها،فهي تشعرها بأنوثتها كما تشعرك هي برجولتك إن هي أهدتك قارورة أخرى تجعلك تستفيق مرتاحا لتقول لها: صباحك عطر !!
لا زلت أذكر أنها بدت لي جد عادية في الصف الإعدادي ، وما زاد ذلك الاعتقاد رسوخا حينها هو تعليق الاستاذ أن اقليدس لم يأت بشيء جديد أو اختراع معجز في هذه العبارة !!
الأرض فعلا لا يوجد فيها أجمل من العطر و النساء !.. فاكتشاف العطر، رغم بداهة الأمر في بداية التأمل ، جعلنا نحس بآدميتنا المخزونة وسط كم هائل من الروائح المزكمة !
لو عدنا بتاريخنا الشخصي لمرحلة عدم استعمال العطور ، لوجدنا أننا لم نكن نحتمل أجسادنا النتنة كل صباح ،و لا أفواهنا التي تنفث ملوثات لا تستطيع معه حتى ذكر تحية الصباح للتي تقاسمك الفراش!! ولأن الماء كان بحساب ، و حنفيات الحي التي تزدحم عليها أسر بكاملها كل صباح ومساء لا تكفي للإستحمام اليومي أومرة كل يومين،فإننا كنا نخزن ما يكفي لذلك كل أسبوع ! وإن جفت أعين السماء في عام ، ترانا لا نستحم إلا مرة كل عيد !!
كانت قنينات العطر التي تباع في الأسواق الأسبوعية تفي بالغرض ،فنصب ما تيسر منها على أجسادنا كي تطرد روائحنا الآدمية اللعينة ! والأكثر نباهة فينا هو ذاك الذي كان يصب سائل العطر الفرنسي الرخيص على ملابسه كي يدوم مفعوله أكثر،فلا تصيبه قشعريرة برودته حين يلامس جلدته !!
العطر إذن ،وقبل عصور ، كانت له هذه المهمة الانسانية و التي تشعرنا بآدميتنا و لا تنفر الآخرين منا !
ثم إن العطر ،اليوم هو حامي علاقاتنا المتشعبة مع بني جلدتنا ، لكنه صار يميز فينا ابن المدير من بكر عامل البناء..وصارت ماركاته الجديدة يدل على موقعنا الاجتماعي .. لقد صار العطر طبقيا !! إلا أن شعوبنا العبقرية استطاعت أن تخترع شيئا اسمه العطر الجنيس..وهو عطر من درجة ثانية أو ثالثة لكنه يحمل نفس الإسم من ماركة عالمية و بأثمان في متناول الجميع...فالحاجة للعطر هي أم اختراع المزور منه..
أصبحنا وفق هذا الاختراع الرهيب لا نخشى الاقتراب من الآخرين في الاتوبيسات و الإدارات ،وعدنا نحس بالرغبة في البقاء مدة أطول في المكاتب و مع رؤسائنا في العمل !!
و الأهم من هذا كله ، هو توددنا للنساء العطرات و توددهن لنا على حد سواء !!
أكاد أجزم ، أن أول من اكتشف العطر عانى من كل ما عانيناه ،ورغب في تعبيق رائحة العالم ..وأكاد اوقن ، انه أسدى أهم خدمة في التاريخ للنساء !!
و إن ارتبط العطر بالنساء كثيرا ،فهو فقط من باب الجميل للأجمل..فالنساء يا سادة هن الصورة الجميلة للأرض و العالم..هن رائعات حبا و حنانا و أناقة..و العطر هو رائحة الكون الفواحة بالعشق و الروح ..
لا أظن أن استاذي في الرياضيات أخطأ في تعبيره لأنه أردف متداركا أنه لولا اقليدس لما انتبهنا إلى مبرهنة المستقيم الوحيد المار من نقطة في المستوى..لذلك أرى أنه لولا نزار لما انتبهنا إلى أن الأرض ما فيها أجمل من العطر و النساء. !
اقترح عليك سيدي أن تهدي حبيبتك قارورة عطر ، فهي أثمن و أروع من حلي الأرض كلها،فهي تشعرها بأنوثتها كما تشعرك هي برجولتك إن هي أهدتك قارورة أخرى تجعلك تستفيق مرتاحا لتقول لها: صباحك عطر !!