الذي شاهد تلك الملايين من المصريين أمس وقد ملأت شوارع المحروسة و كل ميادين المحافظات لا شك سيعدل من أفكاره تجاه الشعوب.. و تجاه قدرتها على الانتفاض .. لم يفهم هؤلاء الذين لا يثقون بمثل تلك القوى الكامنة في الناس حين يغضبون ، أن الانتفاضات و الثورات لا تنتهي بمجرد اعلان نوايا اصلاح ، أو بمجرد "انتخاب" شخص أو مؤسسة! بل إنهم لم يفهموا أن الثورات في العالم -و عبر تاريخ الانسانية الطويل- لا تنتهي ، بل إنها تخمد فقط ..وحين ترى أن لا شيء تحقق من الحلم تنهض من الرماد من جديد!!
ليس هناك ما هو أسوأ من هذا الفهم الخاطئ للناس ، للشعوب بمعنى السياسة ، وجاء الشعب المصري العظيم ليعلم ساسته أولا و العالم بحاكميه ومحكوميه هذا الدرس البليغ في حب البلاد و التشبث بالحلم الذي أراد الاخوان أن يسرقوا ما أبقى لهم العسكر منه!
لم نصدق ربما أن كل تلك الملايين نزلت الى الشارع لتحمي الافق الديمقراطي و العيش المشترك الكريم حيث لا استبداد ،و لا مشروع مستبد جديد ! لكننا صدقنا أمس ، أن أم الدنيا جديرة بذاك الاسم ، و إن نجحت ثورتها في اتجاه الديمقراطية و الحق و المدنية ،فإننا سنكون ملزمين بالانحناء احتراما و اجلالا لأم الدنيا!! إذ إنها ستكون أُمّـاً تعلمنا كيف نحلم أولا ، وكيف نحرص على أن لا يُـسرق حلمنا!!
هو الشعب المصري ،و الباقون تخربيق ...