ليس منا من لا يعتبر نفسه ذكيا ! بل إني لأكاد اجزم أن كل واحد يعتقد أنه أذكى إنسان على الاطلاق ! و يظل هذا الاعتقاد راسخا حتى حينما تكتشف بينك و بين نفسك ولا ثالث بينكما – في موقف ما – أنك اغبى إنسان على وجه الارض !!
الذكاء نعمة لا يدركها إلا الاغبياء(!) إن صح الذي زعموا .. و لو ان القول لا يتقبله العقل و المنطق لأنه و ببساطة لا وجود لمخلوق يقر أنه غبي لكي يدرك نعمة الذكاء !! إنما ، هؤلاء الناس من وراء البحار ، يدركون أن للغباء مكمنا في دواخلهم و أن للذكاء مطلبا من ذواتهم.. فيقرون بغبائهم قبل أن يدربوا أنفسهم و عقولهم على الذكاء.. !!
هذه البداية الضرورية لتجاوز المشكل ،قدمته مجلة نيوزويك الامريكية مؤخرا على شكل نصائح أو وصفة لتدريب الذاكرة و القدرات العقلية و أجملتها في نقط يمكن ان أقسمها حسب قراءتي إلى قسمين..
ترى الدراسة أنه لزيادة القدرة على استيعاب الامور و تحليلها منطقيا مع تحسين عمل الذاكرة يحتاج إلى نشاط بدني معتدل و قدر كاف من النوم وتنمية المهارات اليدوية و الحفاظ على وجبة الفطور و الرضا عن النفس.. وفي هذا القسم شبه اجماع بيني و بينك على ان الواحد منا يهمس لنفسه أن لا اسهل من ذلك ..بل الاكيد أنك و إياي نفعله.. خصوصا القدر الكافي من النوم و الحفاظ على وجبة الفطور!!
اما القسم الثاني من الوصفة النيوزويكية الامريكية ، فلا اغرب منها.. فهي اكتشفت أن للشكولاطة السوداء (التي يكرهها الاولاد) و التوابل و الاعتماد على الذاكرة بالحفظ اكثر من التدوين دورا مهما في تحسين عمل الذاكرة!! ومع أني اشك أن للإبزار و الكمون و الشوكولاطة (المسوسة) تلك القدرة الهائلة التي زعمتها الدراسة على طرد الزهايمر و تنشيط العقل ، فإن ما اشارت إليه من ضرورة الاطلاع على برامج المخترعين و النجباء ، و الحرص على القراءة ولو كتابا في السنة ،و الانضمام للنقاشات الفكرية ومشاهدة القنوات الاخبارية و تحسين رد الفعل عبر ألعاب الكمبيوتر ،و التعود على العاب تنمية الذاكرة (كلمات متقاطعة مثلا) مقنع في نتيجته الايجابية في تربية الذكاء!!!
هكذا رأى الامريكيون وجوههم في المرآة – كما تعودوا – و خلصوا إلى ضرورة تدريب عقولهم كي ينمو ذكاؤهم.. هم الذين لا ينامون أكثر من سبع ساعات و لا أسطورة غذائية عندهم تعتمد على “مقاربات” بالتوابل التي تخفي و تزين عندنا بينما تظهر الذكاء في عقولهم!!!
medmarakchi@yahoo.fr