617 حالة غش تم ضبطها و سلك المساطر في التعامل معها! و أكثر من ذلك أكيد من المحاولات الفاشلة في ادخال الهواتف و اعتماد الغش وسيلة للحصول على شهادة البكالوريا..و أكثر من ذلك تلك الضجة الاعلامية المصاحبة إختبارات هذا العام،مما يجعلنا نقول أننا نعيش فعلا حالة انفلات تربوية يصعب التحكم فيها في سنة واحدة أو بالمعنى الأدق في امتحان واحد!! الكل يجمع أن لامعنى اصبح للباكالوريا المغربية التي تفشى فيها الغش إلى أن اصبح و كأنه حق مكتسب دونه العنف بالنسبة لكثير من التلاميذ بل و أولياؤهم!! حالة انفلات تربوي مجتمعية ،هذا هو الصحيح..ففي التربية لايقتصر أن نقاوم الظاهرة السلبية بمعزل عن محيطها و الفاعلين فيها!!
خرج وزير التربية خرجات اعلامية و إدارية كثيرة من صميم عمله محاولا إعادة الاعتبار لليكالوريا ،و ربما سبب ذلك إحراجا إعلاميا لرئيسه في الحكومة حين وجده سرق الأضواء منه فخطب في أبنائه و بناته الاعزاء بما يفيد أننا أمة لاتغش و لايجب أن تغش!وصحح لنا حديثا شريف حفظناه عن ظهر قلب على أنه من "غشنا فليس منا"و أتى برواية تقول أن "من غش فليس منا"!!
لكن ،هؤلاء الابناء و البنات الأعزاء منا ،من مجتمع يسوده الغش من بنايات المؤسسات و إسمنتها المغشوش إلى بقال الحي و بائع النعناع..ومن المدير إلى الوزير ومن الموظف إلى المحلف!! كيف يمكن أن نعزل هذه الحالة من الانفلات التربوي المدرسي عن الانفلات التربوي المجتمعي العام!!!
على الجميع أن يتحرك ،وكفانا من ثقافة التبرير والقفز على عمق المأساة التي أعطتنا جيلا كاملا يشكو فلااغ و خواء التفكير و اللاقدرة على التواصل و اللاهتمام و اللامبالاة بكل شيء،حتى و إن كان قانون زجر لوزير التربية أو خطبة تربية لرئيس الحكومة!!!