Slider

صور المظاهر بواسطة kelvinjay. يتم التشغيل بواسطة Blogger.

ifnitanz

افني بوليميك

فيديو

ifnitwitt

جديد الأعمدة

منوعات

كلام الصورة

» » مومياوات الفساد!

وجد الأثريون الأولون الذين نبشوا قبور الفراعنة في بدايات القرن الماضي عبارة مخيفة تتوعد الذين يمسسون مومياواتهم أو ما يوجد بجانبها من كنوز و معادن نفيسة.. كعادة أهل العلم لم يعبؤوا بتلك العبارة ،لكن الأمر الغريب هو أن الوعيد ربما نفذ في حق كل من شارك في العملية آجلا أم عاجلا..مات أغلبهم بمرض غريب و حمى قاتلة ،و مات آخرون انتحارا بدون سبب دافع !
صرخ الناس في بلاد الكنانة حينها و قالوا :هي لعنة الفراعنة !
لكني آخذ الأمر على محمل الجد من ناحية أخرى ،فاتساءل عن سبب وجود كل هذه الدفائن الثمينة مدفونة بعناية بقرب مومياء فرعون ما و كأنه يحرسها أو هي تحرسه ! أو كأنه استخسر أن يهنأ بها أحد بعده في الدنيا فأخذها معه ..فلم يترك للوارث ما يرث و لا حتى ما ينظف به اسنانه !
لا أدري إن كانوا يعتقدون ربما بوجود حفلات سمر و لهو ،وعوالم بطش جديدة بعد الموت حيث يلبسون حليهم و يراقصون جواريهم و غلمانهم..!
لو عدنا بالزمن إلى ذاك الزمن ،أو ما وصلنا منه أخبارا و أسفارا ،سنجد أن الشعب الفرعوني القديم كان يرزح تحت وطأة الفقر و القمع الشديدين..لتبقى الأهرامات شاهدة على العبقرية و النبوغ كما على السخرة و التسلط ! وفي نفس الوقت ،تجد ثلة الفراعنةالفاسدين المتسلطين تعيش في رغد و بذخ مليء بملذات الحياة التي لاتحصى،لا يكاد يفسد زهوها إلا دسائس الأسر و أتباعها..
هل يظن معتقد أنه كان بالامكان أن يخرج مصري عادي مهلوك برغيف السخرة ليصرخ في ذاك الفساد؟ ! لا أعتقد، فالفاسدون أحبوا ما استنزفوه إلى درجة اخذه إلى حياة اخرى !
وزيادة في الحرص ،استعملوا أساطيرهم و تمائمهم و كهنتهم في حماية تلك الكنوز إلى أن أتى بعد عصور طويلة من ينتزعها من بين ايديهم بل ويضعهم في متاحف يدرس من خلالها التاريخ !
في اعتقادي أن هؤلاء كانوا من الفاسدين سياسيا و اقتصاديا ،و اثروا على شعوبهم الفقيرة التي لم تستطع أن تنفك من براثن بطشهم ..لكن فسادهم الأزلي وجد في الأخير من يجعله درسا لكي يعتبر من اتى في زمن لا أهرامات فيه !
وضعت مومياواتهم في صناديق زجاجية ،يمر الناس عليها مشدوهين من أجسادها المهترئة التي تقاوم الزمن فقط لتدل على زمن مضى.. مجرد مومياوات بدون روح و لا أمعاء و لا ملذات و لا حلي و لا حياة ! قد تضطر للمرور عليها مرور الكرام حتى لا يقلق طفلك نومك من كابوس مزعج بما رآه من رعب التاريخ و العبر !
تأخذ له بوضة ،و تنسيه الأمر و تنسى معه..
هي نفس الصورة بعد كل هذي العصور ، فساد قوي قد لاتستطيع الأمم أن تنفك منه كما الشعوب القديمة ،هي اللعنات نفسها التي تصيب كل من امتد إلى الفساد حيا أو ميتا ..هي القوة ذاتها و الجبروت ذاته في عوالم الحقيقة و الأساطير..
لكن في نفس الوقت ،مومياوات الفساد في بلاداتنا بقدر جبروتها و قوتها على تحريف الثورات ،و قتل الأمل، و اشعال البلاد نارا، و البطش بقرويي الشام و الكنانة و الزيتونة و الزنتان و غيرها من محيط الفقر إلى خليج القهر ، بقدرما لا تستطيع أن تدرك أنها مجرد مومياوات ستدرس في دروس التاريخ على أنها رموز بطش وحرق و لعنة..
هي لا تعلم أن لعنة الفراعنة و إن أصابت أغلب من لمس كنوزها و أجساد فراعنتها فإنها لم تصل إلى العالم الأثري الذي جعلها درسا. !

«
التالي
رسالة أحدث
»
السابق
رسالة أقدم

الاثنين، سبتمبر 16، 2013

مومياوات الفساد!

وجد الأثريون الأولون الذين نبشوا قبور الفراعنة في بدايات القرن الماضي عبارة مخيفة تتوعد الذين يمسسون مومياواتهم أو ما يوجد بجانبها من كنوز و معادن نفيسة.. كعادة أهل العلم لم يعبؤوا بتلك العبارة ،لكن الأمر الغريب هو أن الوعيد ربما نفذ في حق كل من شارك في العملية آجلا أم عاجلا..مات أغلبهم بمرض غريب و حمى قاتلة ،و مات آخرون انتحارا بدون سبب دافع !
صرخ الناس في بلاد الكنانة حينها و قالوا :هي لعنة الفراعنة !
لكني آخذ الأمر على محمل الجد من ناحية أخرى ،فاتساءل عن سبب وجود كل هذه الدفائن الثمينة مدفونة بعناية بقرب مومياء فرعون ما و كأنه يحرسها أو هي تحرسه ! أو كأنه استخسر أن يهنأ بها أحد بعده في الدنيا فأخذها معه ..فلم يترك للوارث ما يرث و لا حتى ما ينظف به اسنانه !
لا أدري إن كانوا يعتقدون ربما بوجود حفلات سمر و لهو ،وعوالم بطش جديدة بعد الموت حيث يلبسون حليهم و يراقصون جواريهم و غلمانهم..!
لو عدنا بالزمن إلى ذاك الزمن ،أو ما وصلنا منه أخبارا و أسفارا ،سنجد أن الشعب الفرعوني القديم كان يرزح تحت وطأة الفقر و القمع الشديدين..لتبقى الأهرامات شاهدة على العبقرية و النبوغ كما على السخرة و التسلط ! وفي نفس الوقت ،تجد ثلة الفراعنةالفاسدين المتسلطين تعيش في رغد و بذخ مليء بملذات الحياة التي لاتحصى،لا يكاد يفسد زهوها إلا دسائس الأسر و أتباعها..
هل يظن معتقد أنه كان بالامكان أن يخرج مصري عادي مهلوك برغيف السخرة ليصرخ في ذاك الفساد؟ ! لا أعتقد، فالفاسدون أحبوا ما استنزفوه إلى درجة اخذه إلى حياة اخرى !
وزيادة في الحرص ،استعملوا أساطيرهم و تمائمهم و كهنتهم في حماية تلك الكنوز إلى أن أتى بعد عصور طويلة من ينتزعها من بين ايديهم بل ويضعهم في متاحف يدرس من خلالها التاريخ !
في اعتقادي أن هؤلاء كانوا من الفاسدين سياسيا و اقتصاديا ،و اثروا على شعوبهم الفقيرة التي لم تستطع أن تنفك من براثن بطشهم ..لكن فسادهم الأزلي وجد في الأخير من يجعله درسا لكي يعتبر من اتى في زمن لا أهرامات فيه !
وضعت مومياواتهم في صناديق زجاجية ،يمر الناس عليها مشدوهين من أجسادها المهترئة التي تقاوم الزمن فقط لتدل على زمن مضى.. مجرد مومياوات بدون روح و لا أمعاء و لا ملذات و لا حلي و لا حياة ! قد تضطر للمرور عليها مرور الكرام حتى لا يقلق طفلك نومك من كابوس مزعج بما رآه من رعب التاريخ و العبر !
تأخذ له بوضة ،و تنسيه الأمر و تنسى معه..
هي نفس الصورة بعد كل هذي العصور ، فساد قوي قد لاتستطيع الأمم أن تنفك منه كما الشعوب القديمة ،هي اللعنات نفسها التي تصيب كل من امتد إلى الفساد حيا أو ميتا ..هي القوة ذاتها و الجبروت ذاته في عوالم الحقيقة و الأساطير..
لكن في نفس الوقت ،مومياوات الفساد في بلاداتنا بقدر جبروتها و قوتها على تحريف الثورات ،و قتل الأمل، و اشعال البلاد نارا، و البطش بقرويي الشام و الكنانة و الزيتونة و الزنتان و غيرها من محيط الفقر إلى خليج القهر ، بقدرما لا تستطيع أن تدرك أنها مجرد مومياوات ستدرس في دروس التاريخ على أنها رموز بطش وحرق و لعنة..
هي لا تعلم أن لعنة الفراعنة و إن أصابت أغلب من لمس كنوزها و أجساد فراعنتها فإنها لم تصل إلى العالم الأثري الذي جعلها درسا. !

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق