هل المغاربة متسامحون؟
لو طرح عليك السؤال في امتحان مدرسي أو مباراة للتوظيف لكانت إجابتك كالعادة أن المغرب هو أكثر البلدان تسامحا في العالم! و ستزيد إطراء و غثراء لفكرتك بقولك أن المغاربة منذ أقدم عصور التاريخ كانوا دليلا على التسامح فيما بينهم و بنهم وغيرهم!! هي على اية حال إجابة نمطية وفكرة هي من أكثر الأفكار التي نجح التعليم المغربي في إلصاقها في أذهاننا و لاوعينا،كما أنها من بوابات النجاح في ذاك الامتحان إن اردت ذلك بالأكيد!!
إننا فعلا من الذين يؤمنون بهذه المقولة /الفكرة التي صارت مبدأ راسخا لدى الأمة المغربية التي تمدرست على مقولات التربية الوطنية و التاريخ الذي بدأ قبل 12 قرنا فقط! لكننا ومع ذلك ،فإن هذا المبدأ الراسخ شانه مثل رواسخ اخرى لا مكان له سوى في الخطب العصماء و نقاشات النخوة المغربية الفارغة و في الإجابات عن مثل تلك السئلة التي لا تقبل سوى إجابة واحدة ووحيدة! فنحن ،فعلا ،لانؤمن بذلك فعلا و واقعنا مليء بالوقائع التي توضح لا تسامحنا سواء مع بعضنا أو مع ذاك الاخر الذي لا يثق في مبادئنا الراسخة تلك حين نجهر بها!
لو ان الدراسة الحديثة عن التسامح التي نشرتها بعض المواقع طرحت على المستطلعين في المغرب مثلا اسئلة من قبيل : لماذا قُتل السينغالي فاي؟ أو كم وزيرا اسود البشرة في بلادك؟أو كيف تنظر إلى زواج المغربيات بالأوروبيين؟أو هل تسمح ببناء كنيسة صغيرة في مدينتك؟ او كيف تنظر إلى من يحمل خبزا وحليبا في صباح رمضان؟... لوجد القائمون بالدراسة أن النسبة الحقيقية عندنا لا تصل إلى عتبة الفقر في التسامح!!
ومع ذلك ،فإن الدراسة في نظري لا تعدو أن تكون مثل ذاك الامتحان الذي تجيب فيه بعكس ما تعتقد لتنجح و السلام! ونحن نجحنا -وإن بالعتبة- حين حققنا نسبة مابين 20% و 30% من التسامح! إننا لا نختلف عن ذاك التلميذ الذي احتفي به في حفل بهيج و تسلم جائزة احسن موضوع إنشاء حول الحفاظ على المدرسة ،وفي المساء أمسكه الحارس مع أطفال آخرين بعد ان كسروا زجاج النوافذ!!!
هذه هي المفارقة التي نعيشها إن في التسامح او غيره!!!
medmarakchi@yahoo.fr
لو طرح عليك السؤال في امتحان مدرسي أو مباراة للتوظيف لكانت إجابتك كالعادة أن المغرب هو أكثر البلدان تسامحا في العالم! و ستزيد إطراء و غثراء لفكرتك بقولك أن المغاربة منذ أقدم عصور التاريخ كانوا دليلا على التسامح فيما بينهم و بنهم وغيرهم!! هي على اية حال إجابة نمطية وفكرة هي من أكثر الأفكار التي نجح التعليم المغربي في إلصاقها في أذهاننا و لاوعينا،كما أنها من بوابات النجاح في ذاك الامتحان إن اردت ذلك بالأكيد!!
إننا فعلا من الذين يؤمنون بهذه المقولة /الفكرة التي صارت مبدأ راسخا لدى الأمة المغربية التي تمدرست على مقولات التربية الوطنية و التاريخ الذي بدأ قبل 12 قرنا فقط! لكننا ومع ذلك ،فإن هذا المبدأ الراسخ شانه مثل رواسخ اخرى لا مكان له سوى في الخطب العصماء و نقاشات النخوة المغربية الفارغة و في الإجابات عن مثل تلك السئلة التي لا تقبل سوى إجابة واحدة ووحيدة! فنحن ،فعلا ،لانؤمن بذلك فعلا و واقعنا مليء بالوقائع التي توضح لا تسامحنا سواء مع بعضنا أو مع ذاك الاخر الذي لا يثق في مبادئنا الراسخة تلك حين نجهر بها!
لو ان الدراسة الحديثة عن التسامح التي نشرتها بعض المواقع طرحت على المستطلعين في المغرب مثلا اسئلة من قبيل : لماذا قُتل السينغالي فاي؟ أو كم وزيرا اسود البشرة في بلادك؟أو كيف تنظر إلى زواج المغربيات بالأوروبيين؟أو هل تسمح ببناء كنيسة صغيرة في مدينتك؟ او كيف تنظر إلى من يحمل خبزا وحليبا في صباح رمضان؟... لوجد القائمون بالدراسة أن النسبة الحقيقية عندنا لا تصل إلى عتبة الفقر في التسامح!!
ومع ذلك ،فإن الدراسة في نظري لا تعدو أن تكون مثل ذاك الامتحان الذي تجيب فيه بعكس ما تعتقد لتنجح و السلام! ونحن نجحنا -وإن بالعتبة- حين حققنا نسبة مابين 20% و 30% من التسامح! إننا لا نختلف عن ذاك التلميذ الذي احتفي به في حفل بهيج و تسلم جائزة احسن موضوع إنشاء حول الحفاظ على المدرسة ،وفي المساء أمسكه الحارس مع أطفال آخرين بعد ان كسروا زجاج النوافذ!!!
هذه هي المفارقة التي نعيشها إن في التسامح او غيره!!!
medmarakchi@yahoo.fr