هذا التعليم الذي يسيل مداد الكثيرين في بلادنا ، و يثير شفقة العاملين فيه الذين يشبهون ذاك الذي يطبل في الماء ، و يشكل عقدة نفسية لأجيال كثيرة و أناس كثيرين أذهبت فطنتهم و لباب عقولهم الفكرة التي ما انزل الله بها من سلطان والتي لا ترى فيه سوى مضيعة للوقت و تبذير للاموال العمومية على أناس "يأكلونها باردة"!!
هذا التعليم نفسه ،الذي إن نحن قمنا بتعداد خريجيه رغم ما يقال عن "عدم نجاعته" و "مواءمته" لسوق الشغل ،لوجدنا أن المغرب بكامله واقف على ما أنتجه من أطر! إنما ، لا يمكن ان نتفاءل بالأمل في الوصول إلى ذات النتيجة بعد عشرين عاما حيث أخاف شخصيا من مجرد تصور ما سيكون عليه المغرب نتيجة تنامي اللااهتمام بالتعليم و اللاجدوى منه!!
يبدو ان ورش التعليم المفتوح الذي لم يغلق يوما منذ الاستقلال إلى الآن ،لازال قادرا على أن يبقى مفتوحا إلى ماشاء الله! ولن يقف نهائيا مادام عدد الوزراء الذين تعاقبوا على إدارته منذ البدء لم يمتلكوا رؤية واضحة و لا فهما لفلسفة التربية و لا قدرة على الانفتاح على العاملين فيه!
كثيرون يرون ان الوزير الوفا مثلا قام بخطوات جريئة من قبيل توقيف "روبيني" التكوينات الفارغة و "لخبطات" بيداغوجيا الادماج و التسيب الذي ربط العلاقة بــ"خواص التعليم"! لكن هذه الجرأة لم تتجاوز وقف النزيف بدون رؤية واضحة لمعالم المستقبل التي تبدو غير واضحة بتاتا مع ما يطبع "شخصية" الوزير و دعاباته و قفشاته!
ليس الوفا وحده من عمل ،فسابقه أقر بنهاية و فشل الميثاق الوطني للتربية و التكوين الذي أتى بتوافقات لجنة الراحل مزيان بلفقيه ،و اتى بمخطط استعجالي على شاكلة المشاريع الضخمة التي ما اخترقت لب المشكل ،الذي هو مضمون التعليم المغربي ووضعيته الاعتبارية، بل فرت منه ! و النتيجة حالة من التيه بين ما يخطط له من جهة وما هو ممكن من جهة اخرى،وما يتم برمجته من تكوين في مقابل محدودية تطبيق ذلك على نفس الأرض اليباب التي تميز بنياته التحتية و الفوقية!
لو عدنا لكل الوزراء السابقين و من ورائهم حكوماتهم ،لوجدنا أن لكل منهم "مشروعا" في التعليم ما يكاد يبدأ حتى يرمى في القمامة،بالشكل الذي يجعل المعلمين كل مرة يصعدون فيها إلى الشجرة لقطف "الكرموص" يأتيهم من يقول لهم اهبطوا شكون قالها لكم!!
وزراء التعليم المتعاقبون وحكوماتهم وفوقهم الدولة "المستمرة" كلهم جريئون في اتخاذ قرارات الغاء "الاصلاحات" السابقة ،لكن الأمر يتطلب جرأة من نوع آخر تتلخص في الانفتاح على المعنيين الحقيقيين من نساء و رجال التعليم ،لأن إصلاح التعليم مثل كتابة الدستور لا بد فيه من الانصات للمعنيين به و للمجتمع ثم تأني بعد ذلك "المجاميع" السياسية و النقابية.. و في الوقت الضائع في هذه الاستشارات و الانصات لشعب الطباشير ،يجب في نظري امتلاك جرأة اخرى حقيقية : مرحلة انتقالية تربوية و تعليمية نعلن فيها، أمام فشل تعليمنا "ببيداغوجياته الحديثة"، الرجوع إلى مرحلة الراحل بوكماخ مع قليل من التعديل تفرضه راهنية الجيل الجديد!
نحتاج قليلا من الجرأة فقط ، لنقول ذلك..و الاهم أن نفعل ذلك.. كي ينتهي هذا المسلسل الأطول لحد الآن من كل مسلسلات الاصلاح بالمغرب...
medmarakchi@yahoo.fr
هذا التعليم نفسه ،الذي إن نحن قمنا بتعداد خريجيه رغم ما يقال عن "عدم نجاعته" و "مواءمته" لسوق الشغل ،لوجدنا أن المغرب بكامله واقف على ما أنتجه من أطر! إنما ، لا يمكن ان نتفاءل بالأمل في الوصول إلى ذات النتيجة بعد عشرين عاما حيث أخاف شخصيا من مجرد تصور ما سيكون عليه المغرب نتيجة تنامي اللااهتمام بالتعليم و اللاجدوى منه!!
يبدو ان ورش التعليم المفتوح الذي لم يغلق يوما منذ الاستقلال إلى الآن ،لازال قادرا على أن يبقى مفتوحا إلى ماشاء الله! ولن يقف نهائيا مادام عدد الوزراء الذين تعاقبوا على إدارته منذ البدء لم يمتلكوا رؤية واضحة و لا فهما لفلسفة التربية و لا قدرة على الانفتاح على العاملين فيه!
كثيرون يرون ان الوزير الوفا مثلا قام بخطوات جريئة من قبيل توقيف "روبيني" التكوينات الفارغة و "لخبطات" بيداغوجيا الادماج و التسيب الذي ربط العلاقة بــ"خواص التعليم"! لكن هذه الجرأة لم تتجاوز وقف النزيف بدون رؤية واضحة لمعالم المستقبل التي تبدو غير واضحة بتاتا مع ما يطبع "شخصية" الوزير و دعاباته و قفشاته!
ليس الوفا وحده من عمل ،فسابقه أقر بنهاية و فشل الميثاق الوطني للتربية و التكوين الذي أتى بتوافقات لجنة الراحل مزيان بلفقيه ،و اتى بمخطط استعجالي على شاكلة المشاريع الضخمة التي ما اخترقت لب المشكل ،الذي هو مضمون التعليم المغربي ووضعيته الاعتبارية، بل فرت منه ! و النتيجة حالة من التيه بين ما يخطط له من جهة وما هو ممكن من جهة اخرى،وما يتم برمجته من تكوين في مقابل محدودية تطبيق ذلك على نفس الأرض اليباب التي تميز بنياته التحتية و الفوقية!
لو عدنا لكل الوزراء السابقين و من ورائهم حكوماتهم ،لوجدنا أن لكل منهم "مشروعا" في التعليم ما يكاد يبدأ حتى يرمى في القمامة،بالشكل الذي يجعل المعلمين كل مرة يصعدون فيها إلى الشجرة لقطف "الكرموص" يأتيهم من يقول لهم اهبطوا شكون قالها لكم!!
وزراء التعليم المتعاقبون وحكوماتهم وفوقهم الدولة "المستمرة" كلهم جريئون في اتخاذ قرارات الغاء "الاصلاحات" السابقة ،لكن الأمر يتطلب جرأة من نوع آخر تتلخص في الانفتاح على المعنيين الحقيقيين من نساء و رجال التعليم ،لأن إصلاح التعليم مثل كتابة الدستور لا بد فيه من الانصات للمعنيين به و للمجتمع ثم تأني بعد ذلك "المجاميع" السياسية و النقابية.. و في الوقت الضائع في هذه الاستشارات و الانصات لشعب الطباشير ،يجب في نظري امتلاك جرأة اخرى حقيقية : مرحلة انتقالية تربوية و تعليمية نعلن فيها، أمام فشل تعليمنا "ببيداغوجياته الحديثة"، الرجوع إلى مرحلة الراحل بوكماخ مع قليل من التعديل تفرضه راهنية الجيل الجديد!
نحتاج قليلا من الجرأة فقط ، لنقول ذلك..و الاهم أن نفعل ذلك.. كي ينتهي هذا المسلسل الأطول لحد الآن من كل مسلسلات الاصلاح بالمغرب...
medmarakchi@yahoo.fr