حروب العرب دائما تخلط بين الواقع و الخيال الذي لا يمكن أن يصدق!لكن مشكلتنا أننا نصدق ! ألم نصدق يوما أكذوبة الحرب الاعلامية والنفسية التي تقول أن جيش صدام هو القوة الثالثة بعد الامريكان والسوفييت!فإذا بتلك القوة الضاربة تتبخر حتى لا تكاد ترى! وصدقنا ما نسجته خيالاتنا الواسعة عن مدينة كاملة تحت الأرض تحت بغداد،لا تستطيع الوصول إليها جيوش الجن والانس!فإذا بالعراق الجريح وبغداده بعيدة حتى عن وجود مصارف صحية في ذاك التحت!وصدقنا حتى ونحن في غضب عارم من العقيد أنه سيشعل فعلا ليبيا نارا حمراء بملايينه التي لم نرها تزحف زحفها الاخضر أبدا! وصدقنا بسذاجة أن أوسلو بل وحتى انتحاريات حماس سترجع اسرائيل الى المربع الأول،فإذا بنا نستفيق على تقسيم التقسيم بين ضفة نائية وعلبة سردين اسمها غزة! ولازلنا نصدق بعض تفاهات اعلام الاسد التي تحاول إقناعنا بأن استوديوهات كاملة تشبه حلب ودمشق تصور فيها عمليات الجيش الحر!واجتماعا لرئيس الحكومة في الوقت الذي كان فيه الأخير في الطريق الى الانشقاق! فعلا مشكلتنا هي أننا نصدق ..وقد لا يصدق البعض"الناشف"منا أن حروبنا تحمل المفاجآت..فالظلم الذي أخرج ديكتاتورا من حفرة فقط في "مدينة تحت الأرض" ،و االقمع الذي أسقط ديكتاتورا آخر بين يدي"الملايين الزاحفة" عليه ،هو من نفس طينة القتل الذي سيجعلنا نصدق يوما دون أن نفكر بأن ديكتاتورا آخر اسمه الأسد ينشق على نفسه في أحسن الأحوال!!!
يومكم سعيد...